163

============================================================

الحسنى(1) فلم يزل يعيدها كلما أعادوا عليه إلى أن مات على هذه الآية الكريمة الجليلة العظيمة (قلت) وكل ما ذكرنا يحقق ما ورد أنه يموت المرء على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه نسأل الله الكريم التوفيق للطاعة والموت على الإسلام والسنة والجماعة لنا ولأحبابنا ووالدينا وأولادنا والمسلمين آمين.

المعاية السادسة والخمسون بهد الماية حكى أن امرأة من المستغبدات يقال لها باهية، لما أشرفت علسى الموت رفعت رأسها إلى السماء، وقالت ياذخرى وذخيرتى ومن عليه اعتمادى في حياتى ومماتى لا تخذلنى عند الموت، ولا توحشنى في قبرى، فلما ماتت كان لها ولد يأتى قبرها في كل ليلة جمعة ويوم جمعة ويقرأ عند قبرها شيئا من القرآن ويدعو لها ويستغفر لها ولأهل المقابر، قال فرأيتها في المنام فسلمت عليها وقلت لها يا أماه كيف أنت وكيف حالك فقالت يا بتى إن للموت كربة شديدة وأنا بحمد الله في برزخ مفروش فسيه الريحان وموسد فيه السندس والإستبرق إلى يوم القيامة، فقلت ألك حاجة قالت نعم يابنى لا تدع ما كنت عليه من زيارتنا والقراءة والدعاء لنا فإنى يابتى أسر بمجيئك إلينا ليلة الجمعة ويوم الجمعة إذا أقبلت يقول لى الموتى يا باهية هذا ابنك قد أقبل فأسر بذلك ويسر من حولى من الموتى، قال فكنت أزورها في كل ليلة جمعة ويومها وأقرأ عندها شيئا من القرآن وأقول أنس الله وحشتكم ورحم غربتكم وتجاوز عن سيثاتكم وزاد بعضهم وتقبل حسناتكم قال فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ بخلق كثير قد جاءونى فقلت من أنتم وما حاجتكم فقالوا نحن أهل المقابر جئناك نشكرك ونسألك ألا تقطعنا من تلك القراءة والدعوات فما زلت أقرأ لهم وأدعو لهم بهن كل ليلة جمعة ويومها.

قلت وما ذكر في هذه الحكاية من نفع فراءة القرآن للموتى يؤيد قول من قال من العلماء بذلك ويؤيده أيضا ما سنذكره الآن إن شاء الله تعالى.

العكاية السابعة والخمسون بعد الماية ذكر أحد أهل العلم أن رجلا رأى في النوم أهل القبور في بعض المقابر قد خرجوا من قبورهم إلى ظاهر المقبرة وإذا بهم يلتقطون شيئا لا يدرى ما هو، قال فتعجبت من ذلك ورأيت واحدا منهم جالسا لا يلتقط شيئا فدنوت منه وسألته ماالذى يلتقط هؤلاء، فقال يلتقطون مايهدى إليهم المسلمون من قراءة القرآن والصدقة والدعاء قال فقلت له فلم لا تلتقط أنت معهم، فقال أنا غنى عن ذلك فقلت بأى شىء قال (1) سورة طه: الآية 8 روض الرياحين م 2

مخ ۱۶۳