[8_2]
ذكر العلامة إبراهيم بن حيدر في كتابه الملهمات، فيما نقل من أن ملاحظة الخيال، ألطف من مشاهدة الوصال، بل الوصال إذا لم يكن مراد المحبوب، فهو عندهم على الحقيقة غير مطلوب، والفراق ألذ من الوصل لأنه مراد المعشوق، والوصال مراد العاشق المشوق، وحصول مراد المعشوق على كل حال، هو عند العاشق غاية الطلب ونهاية الآمال. وقد قيل في هذا المعنى:
أريد وصاله ويريد هجري ... فأترك ما أريد لما يريد
وفي البيت المذكور ما يفيد ذلك.
ومن القصيدة المذكورة:
كيف التخلص من محاسنه التي ... فيها لأرواح الكماة حمام
فالطرف يرمي بالنبال ولحظه ... قد سل للعشاق منه حسام
وبقده الخطي أوهن مهجتي ... وحشاشتي فكلاهما أوهام
بالروح أفدي من إذا أبصرته ... لم أستطع ولها عليه سلام
ما لابن مقلة صاد مقلته ولا ... مثل العذار بما تحفظ لام
بين السيوف المرهفات وجفنه ... عهد على سفك الدماء دوام
أأروم من كلفي عليه تخلصا ... هيهات ذاك جرت به الأقلام
أو كيف تخل من الصبابة مهجتي ... ولنارها في الخد منه ضرام
هذا البيت لطيف جدا في بابه زائد على بيت ابن النبيه في قوله من قصيدة مدح بها الملك الأشرف موسى ومطلعها:
صن ناظرا مترقبا لك ان ترى ... فلقد كفى من دمعه ما قد جرى
يا من حكى في الحسن صورة يوسف ... واها لو انك مثل يوسف تشتري
والبيت المطلوب منها:
تعشو العيون لخده فيردها ... ويقول ليست هذه نار القرى
مخ ۸