[14_2]
الصيد، فيركض ويتصيد. وهما يركضان حتى يرجعا عشية وقد تعبا. ويكون قابوس مولعا بالأكل والشراب فيقفان بباب سرادقه إلى العشي. وكان قابوس يوما على الشراب فوقفا النهار كله ببابه ولم يصلا إليه، فضجر طرفة وقال:
فليت لنا مكان الملك عمرو ... رغوثا حوب قبتنا تخور
من الزمرات أسبل قادماها ... وجرتها مركبة تدور
يشاركنا لنا خلان فيها ... وتعلوها الكباش فما تنور
لعمرك إن قابوس بن هند ... ليخلط ملكه نوك كثير
قسمت الدهر في زمن رخي ... كذاك الحكم يقصد أو يجور
فأما يومهن فيوم سوء ... يطاردهن بالحرب الصقور
وأما يومنا فنظل ركبا ... وقوفا ما نحل وما نسير
فبلغ عمرا هذه المقالة فمكث غير كثير، ثم دعا المتلمس وطرفة، فقال: لعلكما قد اشتقتما إلى أهلكما ويسركما أن تنصرفا. فقالا: نعم. فكتب لهما إلى أبي كرب عامله على هجر أن يقتلهما، واخبرهما أنه قد كتب لهما بحباء ومعروف، وأعطى كل واحد منها شيئا فخرجا. وكان المتلمس قد أسن فمر بنهر الحيرة على غلمان يلعبون. فقال المتلمس لطرفة: أعط الكتب لهؤلاء الغلمان يقرؤوهما لنا، إن فيهما خير مضينا، وإن فيهما شر اتقينا. فأبى طرفة عليه. فأعطى المتلمس كتابه بعض الغلمان فقرأه عليه، فإذا فيه السوء، فطرحه في الماء. فقال لطرفة أطعني وأطرح كتابك. . فأبى طرفة ومضى بكتابه. وكان من شأنه أن قتله عمرو، ونجا المتلمس بنفسه فسارت مثلا. وهذا خلاصة ما ذكر الميداني في كتابه مجمع الأمثال.
مخ ۱۴