فأما العقلي: فهو أنه لو كان القرآن قديما لزم إما أن يكون هو الله ولا قائل به، وإما أن يكون هو غير الله، فيلزم تعدد القدماء إن قيل بتقارنهما في الوجود أو حدوث الإله إن قيل بسبق القرآن عليه فبطل القول بقدمه، إذ لا ملجأ لهم إلا أن يقولوا أنه حادث، وكل حادث مخلوق.
وأيضا، فإن حصول كل حرف من الحروف التي تركب منها كلامه مشروط بانقضاء الآخر منها، فيكون له أول فلا يكون قديما، وكذا يكون للحرف الآخر انقضاء ، فلا يكون هو أيضا قديما بل حادثا، فكذا المجموع المركب منها.
وأيضا، فإن حصول كل حرف من الحروف التي تركب منها كلامه مشروط بانقضاء الآخر منها، فيكون له أول فلا يكون قديما، وكذا يكون للحرف الآخر انقضاء، فلا يكون هو أيضا قديما بل حادثا، فكذا المجموع المركب منها.
وأيضا، فالقرآن ممكن وجوده وعدمه وكل ما أمكن وجوده وعدمه فهو محدث، وكل محدث مخلوق.
وأما الطريق النقلي فهو أشياء :
أولها: إن القرآن ذكر (¬1) والذكر (¬2) محدث فيكون القرآن محدثا بدليل قوله { وإنه لذكر } .. الآية .
ثانيها: قوله تعالى { وإذ قال ربك للملائكة } (¬3) وإذا : ظرف زمان ماض فيكون قوله الواقع في هذا الظرف مختصا بزمان معين والمختص بزمان محدث فينتج أن قوله الواقع في ذلك الظرف محدث.
ثالثها: قوله { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت } (¬4) فإنه يدل على أن القرآن مركب ، وكل مركب حادث .
رابعها : قوله { حتى يسمع كلام الله } (¬5) والمسموع لايكون إلا حروفا وأصواتا وذلك حادث .
مخ ۷۳