قلنا: إن صح الحديث ، فمعنى مخلوق : مفترى ، أي القرآن كلام الله ليس بمفترى . ومن قال انه مفترى فهو كافر . والخلق بمعنى الإفتراء كثير . منها قوله تعالى : { وتخلقون إفكا } (¬1) أي وتفترون كذبا، على أن هذا الخبر مع تقدير صحته أحادي (¬2) لا يعارض القطعيان الآتى ذكرها [وأيضا فخبر الأحاد لا يوجب العلم فلا يوجب فرض الإعتقاد لأنها مبنية على العلم وغاية ما يوجبه الخبر الأحادي وجوب العمل دون العلم] (¬3) .
ومنها ما روى عن (¬4) علي بن أبي طالب لما حكم الحكمين وجرى بينهما ما جرى من خلعه على يد من حكمه قال : أنا ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت القرآن. وكان هذا الحديث بمشهد الفريقين جميعا ، فلم ينكر عليه أحد فثبت بالإجماع أن القرآن غير مخلوق.
قلنا: هذه مجازفة بينه فإن عليا لم يقل أن القرآن غير مخلوق وإنما نفى التحكيم عن المخلوق فأثبته الله تعالى فالتحكيم لله لا للقرآن، وأضافه إلى القرآن لكونه محل بيان (¬5) الحكم فلا ينكر عليه أحد الفريقين، لذلك هذا أقوى ما تشبثوا به، ويسأتى لهم بعض تشبثات تكفل المصنف بردها عليهم ولا بد أن نتلوا عليك براهين الصدق على القول بالخلق حتى يتضح لك وجه الحق.
أدلة القائلين بخلق القرآن
فأقول: استدل القائلون بخلق القرآن بطريقين ((عقلي ونقلي)):
مخ ۷۲