هذا المعنى ، وهو خلق القرآن ، من الأمور التي تقوم بها حجة العقل ، فشرك من فهم معناها واعتقد خلاف الحق فيها لا بتأويل ، وفسقه عند التمسك بالتأويل ، وهذا لعمر الله عين الصواب الذي لايبقى معه شك ولا ارتياب ، ولا ينافي ما صرح به هذا الإمام ها هنا ما حكاه عقيبه من كم القائل بخلق القرآن حيث حكى فيه ثلاثة أقوال : الولاية والبراءة والوقوف (¬1) ، لأنه إنما حكى أقوالا صدرت عن غيره . نعم كان ينبغى له أن يتعقبها ببيان الحق في أي واحد منهما ، وأبى الله إلا أن يكون عند القائل بولاية القائل بخلقه ، إن لم يكن له حدث آخر يخرجه منها فيعطي حكم حدثه ،والبراءة من القائل بخلقه لأجل قوله بذلك من المحجور (¬2) دينا والباطل يقينا . كيف يبرأ من محق على قوله بالحق ، إن هذا لهو عين الضلال على كل حال . والقول بالوقوف عنه لأجل ذلك - وإن كان أيسر من الذي قبله - فهو عن الحق بعزل : لأن الله - عز وجل - أوجب ولاية المحق على حقه ، فالوقوف عنه لأجل ذلك الحق ترك لما أوجب الله فعله (¬3) .
رأي المحقق الخليلي في صفة الكلام
مخ ۵۱