قدسية، دعاء، أواها، مدماعا، مضراعا، لحقوق بارئه مذكارا، ومن ذكر ربه والتبتل إليه والتولع بأسمائه الحسنى مكثارا، في رحمة الله طموعا، وبالولوع (1) بقرب الحبيب ولوعا، بمجامع أشواقه في سبيل العرفان شعوفا، وبشراشره وأرواقه على سدة الإخلاص عكوفا، وقلما يتفق سماح الزمان للمرء باستجماع ذلك، ويعز ويندر أن يكون الرجل ميسرا لسلوك تلك المسالك.
وإذ ربي العظيم - عز مجده، وجل سلطانه - قد خصني بفضله، وحفني بطوله، ففوق فيوض تلك السحب المطيرة، والمنن الكبيرة، وموض تلك الأضواء البارقة، والأنوار الشارقة يسرني لشرح صدر الحكمة، وطبخ نيها، ولم شعث المعرفة، ودفاع شر العي عنها.
وظن المتعطشون - المتولعون، أولو أكباد ظامئة، وأدماع حامئة، وذووا مهج من اللوعة في وامئة، (2) وقلوب بين يدي الالتياع جاثية، وهم عصابة جمة، وعصبة كالحمة، (3) قد جمعتهم الصحابة الروعية، والقرابة المعنوية - أن بغيتهم المبتغاة، وأمنيتهم المتوخاة مرتبة أنا ابن بجدتها، (4) وعامر بلدتها، وحامل لوائها، وعامل
مخ ۲۵