قال أفلاطون: ولا تلتفت إلى قول أهل لوذيا فى ادعائهم أن النتن من مقدمات التلطيف، فذلك على خلاف ما ذهبوا إليه.
قال أحمد: أهل لوذيا جماعة من مجاورى اليونانيين. وفى آرائهم أن النتن من مقدمات التلطيف. ويحتجون فى ذلك بارتفاعه عما يحليه حتى صار يرتفع ويداخل حس الشم. فيبطل الفيلسوف هذا الرأى ويعلم أن ذلك على خلاف ما ذهبوا إليه.
قال أفلاطون: وليس كل سريع صفوا، كما أنه ليس الحاد من رذلى الفعل بالصفو.
قال أحمد: يخبرك الفيلسوف أن غير الصفو يسرع أيضا. واستدل عليه بالأفعال: فكثير من الأعمال السريعة مذمة لا تستحق اسم الصفو.
قال أفلاطون: ولا يخلو أيضا أن يحدث معه بحركته بعض الصفو، فيوافق قول القوم، وإن كان منهم الرأى فيه غير صواب.
قال أحمد: إذا حدث فى الشىء الافتراق فإنه يفارقه العكر كما يفارقه الصفو، والنتن إذا فارق الشىء فارق معه أيضا أجزاء الصفو، فتكون هذه الأفراق كالتلطيف، فيوافق قول أهل لوذيا وإن كان رأيهم الخطأ.
قال أفلاطون: وفى الجملة إن ذلك الصفو بعده من التنافر إذ كان الواحدى الذات، والنتن خلو من ذلك.
مخ ۱۷۷