قال أحمد: لولا أن الدماغ سيال رطب لما ارتبط به النفس مع طلبه لمحله.
قال أفلاطون: وهو أشبه الأعضاء تركيبا بما يراد.
قال أحمد: إن الأشياء التى تتجاور مدة من الزمان خليق أن تتشابه أجزاؤها فى التركيب والهيئة. فالدماغ، لطول مجاورته النفس العقلى واختلاطه، وجب أن يتشابه به. والنفس العقلى بسيط كما ذكرنا.
قال أفلاطون: وليس فى الأعضاء أسرع نموا وانفصالا منه.
قال أحمد: كما أن الشعر فى نهاية الغزارة، والدليل عليه طلبه لمفارقة الحيوان، كان الدماغ لقبول لطيف الغذاء ثم تأدية ذلك فى الأعصاب المتشعبة منه — وجب أن ينسب إلى ما نسبه.
قال أفلاطون: وكما أن الشعر الذى نسبته للغالب فيه اليبس، فالدماغ غالب، والرطوبة، حتى صار يمنع النفس من كثير من أفعالها.
مخ ۱۳۲