============================================================
فلم يكن له عليه السلام أن ينقض شرطا أسسه، وحكما بينه، وهو معروف وقت أن نشا في الجاهلية محمد الأمين. فكيف ينقض ما أنعم به عليكم، ولم بجز لأحد من أئمة دبنه وخلفا شريعته أن ينقض ما أمر به من قبل انفضاء المدة اتباعا وتسليما لحكمه.
فلما وصل الأمر إلي وانقضت تلك السنون المذكورة في المواصفة في عصري، وعند تمامها أمرى، آخذت منكم بحفه، ودعوتكم إلى شرطكم وشرطه، حسب ما تقنضيه الأمانة وحكح المعاهدة. أكذلك بلغكم أنه صفة الحال؟
قالوا: نعم. كذلك كان.
قال: فأي حجة بقيت لكم عليه وعلي بعدما أوضحناه. وأي أمر تعديت فيه بز عمكم عليك اذا كنت بشرطكم أخذتكم، وما كنتم نتتظرونه أفمته عليكم. وقد أوسعنكم حلما وعدلا إذ أبقيت فوسكم على أجسامكم ونعمكم عليكم أمهالا لتتنبهوا بعد الغفلة، وتسلموا بعد المعاهدة. فأي حبة لكم بعد ما وصفناه، وأي حق معكم بعد ما قلناه، وأي عذر بقوم لكم بعد ما شرحناه. قولوا واسألوا نجابوا ونتصفوا. ولا يكون لكم قول ولا حجة.
فانصرفوا محجوجين كاذبين نادمين شاكين خائبين.
قال: ماذا تقولون قالوا بأجمعهم: هذا والله كله حق وسدق، لا نشك فيه ونرتاب به. قد سمعنا لو فهمذا ولله الحجة البالغة رب العالمين. وصلى الله على نبيه وآله الطاهرين .
الكلام في هذا الفصل. وحسبذا الله ونعم الوكيل. والحمد لله وحده، وبه أستعين .
مخ ۴۵