============================================================
وأما آدم الثاني الذي نطق القرآن به19 انه عصى ربه ، فهو أخنوخ وهو حجة آدم الصفاء، وآدم الذي قيل انه "نسي ولم يجد له عزما 115/20] فهو شرخ المسمى بشيت؛ فاختارهما شطنيل من جميع حدوده، وجعلهما مقامه في الدعوة، وكل واحد منهما يلقب بآدم لأنه جعلهما آبوين الموحدين وإمامين لمن دونهما، وهو الذي اسكنهما الجنة صار أخنوخ بمنزلة الذكر وشيت بمنزلة الأنثى، واوصى آخنوخ بلسان واخذ العهد على شيت من جديد بان لا يعبدا غير مولانا البار العلام جل ذكره، ولا يشركان به أحدا غيره، ولا يعصيان إمامهما شطنيل الذي هو الوسيلة إلى البار جل ذكره. ومولانا علينا سلامه ورحمته في وقت شطنيل كان في ظاهر الآمر يسمى ناسوته من حيث العالم البشري بالبار، ومن هذا الموضع يقولون الفرس بارخذاي، أي عندهم بارخذاى ال، فقالوا لمولانا الحاكم جل ذكره: بارخذاي، يعنون بذلك الله عبد م ولانا جل ذكره، وأيضا تفسير بارخذاي الإله الأعظم وإله الآلهة، وهم يكفرون ويتكلمون بهذا القول وهم لا يدرون، ومنهم من يعرف هذا ويعتقد بانه الكفر، وهو يتكلم به إن شاء آو ابى، كما جرى على لسانه بالعادة، كما قال: "و لله يسجد من في السموات و الأرض طوعا وكرها" [15/13].
قال مولانا البار سبحانه لأخنوخ: "اسكن أنت" وزوجتك شرخ الجنة"، أي الدعوة التوحيدية، "وكلا منها" ، أي تنالا المنزلة الرفيعة ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" [35/2]، أي لا تدعيا منزلة شطنيل وفضيلته فتكونا من الناكثين العهد، فازالهما "الشيطان عفها"، أي عن العهد، "فأخرجهما مما كانا" [36/2] عليه:2 من المنزلة
مخ ۵۵۸