============================================================
اكشف عن أساسك، وهو موضع يخرج منه القذر، دليل على الشرك، إذا كشف عن آساسه، واخرج قبله، أي عبادة أساسه، نجا من العذاب والزيغ في اعتقاده، ومن شك هلك، كما ان الإنسان إذا لم يبول ولا يتغوط اخذه القولنج فهلك؛ والنار هاهنا علم الحقيقة وتأييده جل ذكره، فيحرق ما اتيا به الشريعتان كما انهم يحرقون فروج بعضهم بعضا بالنار، دليل على احتراق دولتهما، وانقضاء مدتهما، واظهار توحيد مولانا جل ذكره بغير شاك فيه ولا مشرك به ، لا ناطق جسماني ولا اساس جرماني، ولا سابق روحاني ولا تال نفساني. ولا يبقى لمنافق جولة، ولا لمشرك دولة، ويكونوا آولو الآمر منكم ، وأهل الحساب منكم والمتصرفون في جميع الدواوين منكم، والعمال منكم، ويكونوا الموحدون لولانا جل ذكره في نعيم دائم، واحسان غانم، وملك قائم، كما قال عبد مولانا جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه: "ونزعنا ما في صدورهم من غل"، وهو التنزيل والتأويل؟ "إخوانا" ، التوحيد، "على سرر متقابلين" [47/15]، يعني مراتب الدين الحقيقية، وهو توحيد م ولانا جل ذكره والعبادة له وحده لا شريك له. جعلنا المولى جل ذكره اياكم ممن نظر وابصر، وتدبر في أفعال مولانا جل ذكره وتفكر، كما قال: والذين "يتفكرون في خلق السموات والأرض" ، يعني النطقاء والأسس، "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" [13) 191]، يعني حاشاك ان تدعنا في جهالة الظاهر وشرك الباطن، و "قنا عذاب التاره، يعني التخلص من الشريعتين جميعا.
فعليكم معاشر الإخوان الموحدين لمولانا جل ذكره، العابدين له وحده دون غيره، بالحفظ لإخوانكم، والتسليم لمولانا جل ذكره، والرضى بقضائه في السراء والضراء، تنجوا من عذاب الدين وشقوة الدنيا بمنة
مخ ۵۴۹