============================================================
لأفئدة" [6/104-7]، فإنها مثل العقل لانه مطلع على سرائر العالم عالم بجميع اعتقاداتهم؛ وأما المذموم منها نار العذاب وهي الهاوية والجحيم ؛ وهذه الأسماء معنى الشريعة التي هووا أهلها وغووا ولقوا فيها العذاب، ولو قيل لهم: اخرجوا منها، ابوا واستكبروا وصدوا عن السبيل، فهم فيها ماكثون منكرون في جميع الأدوار والأعصار ، إذ تخيروا الضلالة على الهدى، وعلى البصيرة العمى، وتمسكوا بزخاريف الأقاويل ، واتخذوا التقليد دون التثبيت من مشكلات الأباطيل، فحاط بهم العذاب، وتقطعت بهم الأسباب، ذلك لما ابوا واستكبروا وكانوا يجحدون، "يوم يناديهم" الهادي "فيقول" لهم : "أين شركائي الذين" [62/28] زعمتم انهم فيكم شفعاء؟ لقد انقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون، يعني يوم قيام القائم صاحب القيامة بالسيف فيناديهم ، ان شركاشي، يعني رؤساء أهمل الظاهر وشياطينهم الذبين اضلوهم الغير علم، واحلوهم دار البوار التي هي الشريعة وما الفوه من التكاليف الشرعية التي هي من حيث العقل النار بالفعل، وما تمتكوا به من ز خاريف أمل الجهل وأباطيلهم، فلم يستطيعوا جوابا إلا ان يقولوا : "ربنا لبت علينا شقوتنا وكنا قوما" [106/23] طاغين. فيحل بهم حينيئذ العذاب من قتل رجالهم ، وسبي أولادهم ونسائهم ، واخذ الجزية على من تبقى منهم وتخلص من السيف، ويلزموا بالجرية وهم صاغرون، حيث ضلوا وغلبت عليهم الشقوة وهوى النفس البهيمية الجسمانية التي من شأنها الشهوات الطبيعية، والغالب عليها الجهل: لانه لما كان الإنسان منه جوهر يفعل ولا ينفعل، ومنه جوهر يفعل وينفعل، ومنه عرض ينفعل وليس بفاعل إلا بآلته، احتاج إلى محرك
مخ ۷۰۸