============================================================
ولقد نبهوا إلى المعرفة فلم ينتبهوا، وحذرواه من العذاب فلم يحذروا ففا عميت ابصارهم، بل عميت قلوبهم، وجهلت نفوسهم بكفرهم وغيهم، وصدوا عما دعوا إليه، واعرضوا عما دل الحق عليه. فسوف يندموا على ما فرطوا، ويدروا ما كانوا عليه قد ارتبطوا، فلا تصغوا إلى ما زخرفوا، ولا تجيبوا إلى ما الفوا، واطلبوا الحكمة من معادنها، ولا شتغلوا بالدنيا وحطامها.
لا بد من انقطاع المياه الواردات ، وتكثر فيكم البلايا والإمتحانات فاصبروا على الإمتحان ، تنالوا المغفرة والإحسان. وصونوا الحكمة عن غير اهلها، ولا تمنعوها لمستحقها، فان من منع الحكمة عن أهلها فقد دنس امانته ودينه، ومن سلمها إلى غير أهلها فقد تغير في اتباع الحق يقينه فعليكم بحفظها وصيانتها عن غير آهلها والاستتار بالمألوف عند أهله، ولا تنكشفوا عند من غلبت عليه شقوته وجهله، فانتم ترونهم من حيثت لا يرونكم، وأنتم بما في آيديهم عارفون، وعلى ما الفوه من زخرف قولهم مطلعون، وهم عما في آيديكم غافلون، وعما اقتبستموه من نور الكمة محجويون. لقد اخرسوا ونطقتم، وابكموا وسمعتم، وعموا وابصرتم، وجهلوا وعرفتم فاحمدوا المولى سبحانه على ما افاض عليكم من ظل رحمته، وبصركم من علمه، وخصكم من نور حكمته، فالحمد له حمدا لا اتهاء لآخره، كما لا ابتداء لأوله. واشكروني واعرفوني حق معرفتي انا القائم فيكم بأمره، المؤيد بروح قدسه، واعرفوا منزلتي من حدودى ودعاتي، واعرفوا الحدود باسمائهم وصفاتهم، ونزلوهم في رتبهم
مخ ۶۸۰