============================================================
حيرانا، والحليم ماهنا هو الداعي في وقتنا هذا، والخطاب كان لكم ان جلود الضأن دليل على ظواهر المؤمنين وتزييهم بها من غير حقيقية ولا برهان، والقلوب دليل على الأئمة، فقال : قلوب الذئاب يعني أئمة اضلالة، والألسن هم الحجج، وأفعالهم أمر من الصبر يعني الضد الوحاني ابعده المولى من رحمته، وهذه المحنة هي السبكة كما تسبك الفضة بالنار فيحرق ما فيها من النحاس وتبقى نقرة صافية، ويصير لها اسم آخر يقال لها حمي حرق، ولا يقال للدراهم حرق، وكذلك الستجيب، إذا كان فيه شك ووقع في هذه المحنة، خرج زيفه، وظهر ما كان فيه حتفه. ومن كان مؤمنا بالغأ في دينه، سادقا في قوله، صحيحا في فعله، كلما زاده الزمان امتحانا زاد في نفسه يقينا وإيمانا، كالفضة الصافية البيضاء التي كلما زادت عليها النار في حماها، زادت في جوهرها وصفائها، كذلك الموحد كلما اراد به مولانا جل ذكره امتحانا فهو راض به صابر لحكمه، ولبعضهم يقول: لو قطعتموني في محبتكم با إربأ لما ازددت في محبتكم إلا حبا حبا، و "يكون من المفلحين" 67/28]؛ كما قال : "ولنبلونكم بشيء من الخوف" ، يعني في الدين والجوع"، يعني مجاعة الأرواح من العلم الحقيقي، "ونقص من الأموال"، يعني الكتب المذخورة، "والأنفس" ، هم حدود التوحيد ، والثمرات"، يعني فوائد العلم، "وبشر الصابرين"، يعني الموحدين الذين إذا أصابتهم مصيبة" في الدين "قالوا إنا لله" ، يعني سلمنا اامورنا إليه، "وإنا إليه راجغون" [155/2-156]، يعني في القو والنصرة حتما جزما لازما لكل أحد، بمشيئة مولانا جل ذكره وقدرته.
وهذه المحنة التي اصابتكم قد كنت اوعدتكم بها وحذرتكم من أفعال ستوجبون بها العذاب.
مخ ۶۱۸