155

رسائل حکمه

ژانرونه

============================================================

مولانا جل ذكره سبحانه. ما أعظم شأنه وأجل سلطانه ، لا يدرك حقيقية لاهوته أحد من البشر، ولا يقف على كنه معرفته أحد من آصحاب السير، يفعل ما يشاء كيف يشاء بلا اعتراض عليه في حكمه، وهو المعبود الموجود سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون به والملحدون فيه علوا ك بيرا. "يعلم ما بين أئديهم وما خلفهم ولا يحيطون يشيء من علمه إلا ب ما شاء، وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم" [255/2].

اما بعد. معاشر المستجيبين فقد بلغني ما اصابكم من الضعف في ايانكم، والشك في صاحب زمانكم، بما رأيتم من استتار الحقيقة ، واشتعال الشرك في الخليقة، "فظنفتم" بمولانا جل ذكره "ظن السو وكنتم قوما بورا" [12/48]. أما تعلمون بان مولانا جل ذكره يبني ويهدم، وينقض غير ما يبني، ويفتق الأشياء بحكمته، ثم يرتق، لكل عل منها حكمة لاهوتية، وأنتم عنها غافلون؛ لا يظهر لكم حكمته إلا بعد حين، ويبين لكم سدق المؤمنين الموحدين، وتكذيب المشركين وزيف المتبهرجين، وما احتوت عليه صدور الملحدين، ليهلك من يهلك عن بينة، ويحيا من يحيا عن بينة، ومولانا جل ذكره على كل شي قدير لا يطفأ نوره، ولا يكشف عن أوليائه ستوره، ولا ينقض شيئا إلا ويبني خيرا منه وأقوى وأعلى، ولا يترك العالم سدي أبدا . وسائر الناس يقولون: لا يغلق الله باب الرزق عن أحد إلا ويفتح دون الباب أبوابا : والباب هاهنا حجة العالم ومعلمهم الذي منه يدخلون إلى التوحيد ومعرفة مولانا جل ذكره، والله هاهنا لاهوت مولانا سبحانه، ومولانا جل ذكره لا يستر عبده الهادي إلى عبادته عن عبيده أياما يسيرة إلا لما يريد من اظهاره على سائر العبيد، ويؤيده بالقدرة والتأييد، ويمهد الأرض

مخ ۶۱۵