119

رسائل حکمه

ژانرونه

============================================================

وتعلق بها، فارتفعت السلسلة من وقتها وساعتها إلى السماء، ولم يروما بعد ذلك الوقت، فهم يروون ظاهرها ولم يعرفوا معانيها، ولم يسالوا ارباب الحقائق عنها، فضلوا عن الطريق، وعميت أبصارهم14 عن النور الحقيق، فعاشوا وهم آموات، واجتمعوا وهم آشتات؟ خسروا الظاهر والباطن، ولم يصلوا إلى مكنون السرائر: "ذلك هو الخسران المبين 11/22]، فيه يذهب قولهم. اعلموا هداكم المولى إليه بأن السماء الحقيقية هو العقل، والآرض هي النفس، والسلسلة هو علم العقل والإفادة للنفس على الدوام والظهور، واليد هاهنا هو الداعي والخصمان هما المستجيب وضده، فبانوا الموحدون من المشركين بعلم امام وإشاراته وعلاماته، فمن ادعى انه مستجيب طالبوه بمعرفة الحدود وعلومهم، فمن شهد له داعيه انه عالم حفظوه واوصلوه إلى غوامض العلوم، فلم يزل الأمر هكذا إلى ان احتال رجل منافق واتصل على يدا الاعي وعرف جميع الحدود وعلومهم، تم رجع إلى نفاقه وكفره، وبين للمستجيبين زيغه ومكره، فرفع العقل علمه إليه وستره عن جميع لمنافقين عليه. فهذه السلسلة الحقيقية ومعانيها، لا كما ذكروه الجهال الحشوية، ولو كان كما قالوا أهل الظاهر، لم يكن في قولهم حكمة ان من كان في غل وهو في جهنم وعليه متوكلون الزبانية، لا يحتاج الى سلسلة لأنه لا يستطيع الخروج من النار، ولو كان مسيبا فكيف وقد غلوه؟ فإن قالوا بان الله اراد بالسلسلة تهديد أهل الناره1 والتعظيم عليهم، فقد بطلت حجتهم هاهنا، لأنه قال : "سبعون ذراعا" ، ولو كان سبب التعظيم لكان يجب ان يقول آلف ذراع؛ فلما لم يذكر غير

مخ ۵۷۹