ووجدت جمجمة مسلمة بن عبد الملك فاتخذت عرضا حتى تناثرت، ولم يعرض لعمر بن عبد العزيز وجمع ما وجد في القبور فأحرقه، وخطب عبدة بنت عبد الله ابن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، زوجه هشام بن عبد الملك بن مروان، فأبت عليه التزويج فأمر ببقر بطنها وتقتل «١»، وجعلت حين أتى بها لبقر بطنها تنشد (شعرا):
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
فهذه سيرة عبد الله بن على «٢» وولى السفاح ابن أخيه: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن على سنة ثلاث وثلاثين ومائة، و[أما] الموصل فدخلها في اثنى عشر ألفا، فأول ما بدأ به أن دعا أهل الموصل فقتل منهم اثنى عشر وجزءا، فنفر أهل البلد وحملوا السلاح، فنادى من دخل الجامع فهو آمن، فأتاه الناس يهرعون إليه فأقام الرجال على أبواب الجامع، وقتل الناس فيه قتلا ذريعا تجاوز فيه الحد وأسرف فى المقدار فيقال: إنه قتل أحد عشر ألف إنسان ممن له خاتم سوى من ليس في يده خاتم وهم عدد كثير جدا بحيث لم ينج من رجال الموصل مع كثرتهم إلا نحو أربعمائة رجل، صدموا الجند فأخرجوا لهم، فلما كان الليل سمع صراخ النساء اللاتى قتل رجالهن فأمر من الغد بقتلهن، فأقام رجاله ثلاثة أيام يقتلون النساء والصبيان، وكان في عسكره قائد ومعه أربعة آلاف زنجى، فأخذوا النساء قهرا، فلما فرغ إبراهيم من قتل الناس في اليوم الثالث، ركب في اليوم الرابع وبين يديه الحراب والسيوف مسلولة، فأخذت امرأة بلجام دابته، فأراد أصحابه قتلها، فكفهم عنها، فقالت له: ألست من بنى هاشم، ألست ابن عم رسول الله ﷺ، أما تأنف العربيات المسلمات أن ينكحن الزنوج؟ فلم يجبها وبعث معها من بلّغها مأمنها، ثم
1 / 68