فقال، سله عن حاله عندى ولم أكرمه، فسأله فقال: كنت قهرمانا «١» له ناصحا، فقال أبو مسلم: أبيت إلا كرما، فقال: يا ابن الخنا «٢» أردت أن أقول: إنك كنت لى خادما فتقتلنى، فبالله أسلكك لو لم أقلب المعنى ما كنت فاعلا، قال: قد والله كنت قدرت موضع خشيتك، قال: أكان هذا جزائى، قال: ومن جازيناه بجزائه وضعت سيفى فلم يبق بر ولا فاجر إلا قتلته. ومثل هذا كثير وما زال يسعى جهده حتى أزال بنى أمية، وأقيم عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس الملقب بالسفاح «٣» فبعث عمه عبد الله بن على «٤» لقتال مروان بن محمد، فقتله وبطش في أهل الشام بطش الجبارين، وصارت من الجور سيرة لم يسرها أحد قبله؛ وذلك أنه لما عزم مروان بالزاب وغلب على بلاد الشام، وقتل أهل دمشق وهدم سورها وسار إلى فلسطين نادى وهو على نهر فطرس في بنى أمية بالأمان واجتمعوا إليه فعجلت الخراسانية إليهم بالعمد فقتلوهم، وقتل عبد الله جماعة منهم ومن أتباعهم، وأمر بنبش قبر معاوية بن أبى سفيان فما وجد منه إلا خطا، ونبش قبر يزيد بن معاوية فوجد منه سلاميات «٥» رجله، ووجد من عبد الملك بعض شؤون رأسه، ولم يوجد من الوليد وسليمان بنى عبد الملك إلا رفات، ووجد هشاما صحيحا إلا شيئا من أنفه وشيئا من صدغه «٦»، فضرب عدة سياط «٧» وصلب،
1 / 67