أغصان العضاه «١» والشوك فتطرحها على طريق رسول الله ﷺ، قاله الضحاك «٢» عن ابن عباس «٣»، وقال مجاهد: حمّالة النميمة «٤»، تحطّب على ظهرها، وإيّاها عنى الله تعالى بقوله في سورة تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
قيل: عنى أن في جيدها سلسلة من نار أى من سلاسل جهنم. والجيد: العنق.
ولما نزلت سورة «٥» تبت يدى أبى لهب ... إلى آخرها، قالت امرأة أبى لهب:
قد هجانى محمد، والله لأهجونه، فقالت مما قلنا: وديعة أبينا وأمره عصينا «٦» وأخذت فهرا «٧» لتضربه به فأغشى الله عليها «٨» عنه وردّها بغيظها ولم تزل على كفرها حتى هلكت، وما أحد من هؤلاء الذين تقدم ذكرهم إلا وقد بذل جهده في عداوة رسول الله ﷺ وبالغ في أذى من اتبعه وآمن به، ونالوا منهم من ألسنتهم وأنواع العذاب حتى فروا منهم مهاجرين إلى بلاد الحبشة، ثم إلى المدينة، وأغلقت أبوابهم بمكة، فباع أبو سفيان بن حرب بعض دورهم، وقضى من ثمنها دينا عليه، وهمّوا بقتل رسول الله ﷺ غير مرة، وتناظروا في أمره ليخرجوه من مكة أو يقيدوه
1 / 36