============================================================
وسقل ان سبعين الشىء المطبوع الذى لا يمكن أن يكون الشيء الا على تلك الصفة، وهو الذي يوجب الرحمة بوجه محتوم لا يمكن أن يعقل المحل المشار إليه إلا كذلك.
والضان: هو الحصر الذى يوجب حكما، وتعيته تعينا ذاتيا لا يمكن الانفكاك عنه، اذ الكن لا وجود له ولا ذات إلا بالواحب، ولا تعقل له آنية الا ما يسرى له من الواحب الوجود، والواحب الوجود لا يفارق ما هو موجود به، ولا يعقل له انفصال عن تقويه وتشبهه وإقامته في هيعه التي هو عليها، وهو معه ها على ما هي عليه، إذا لو قنر رفع الوجود الواجب من الموجودات السكنة لارتفع وجودها، ولم يوحد لها ذات، وهو ارتفاع الفاعل إلى مفعوله بالنات، والمفعول إلى فاعله بالنات، فكأن اتصال حط الارتباط ينهما من الأمور الضرورية التى لا يمكن أن تكون على غير تلك الهيعة.
فليا كان ذلك كذلك كان رجوع العبد إلى ريه وانصرافه بسماهيته كلها إليه بالنات وقبول الحق على عبدهه ولاعطاؤه ماهية الشيء هى نعمة منه، ورحة صادرة عنه، كذلك بالذات، فكانت الرحمة من الأمور المحتومة الموحودة في ذات الله لا يمكن غيرها؛ ولذلك قال تعالى: (كتب رلكم على لفسه الرخمة) [الأنعام: 54] بمعنى أنه لا يمكن في ذاله الا هى ولما كانت الكتب بين الناس تحكم بوجوب الشيء ولزومه ضرب لهم بذلك مثلا ليعلموا إن الرحمة في الله من الصفات اللازمة له التى لا يمكن في ذاته ضدها، وقد قلتا فيما تقدم في هذا القسم: ان الرحمة إعطاء الشىء وجوذا ليس له، فوجود الموجودات المكنة وذواتها رحمه من الله تعالى، ونعمة منه، إذ ليس لها ذلك حقيقة من حيث هى ولما كان العبد راجقا بماهيته ووجوده وجملته الى الله حتى رجوعه في التوبق فالتوبة والتائب حقيقة موجودة من الله وبه ومنه وعنهه فكأن نفس الرجوع نفس القبول، ونفس وجودهما نفس الرحمة والرضوان، بل هى متقدمة من الله فوجودها قبولها فلا برزخ بيتهما ولا بون، ولا يعقل الفصل والوسائط هنا بالجملة، وإن عقلت فيستحقها الوجود الواحب كما ذكرناه فلا بواب إذا ولا حاحب، ولا يرجع اليه الا به ولا نعمة منه إلا به وله.
فالواحد لا يحبه شيء عن ذاته، ولا فصل بينه وبين نفسه ولذلك قال: (بابه ما عليه بواب) لقوة لزوم الارتباط بين الواجب والممكن، فتقول: التوية الواقعة في محل العبد حلق الله ولا وجود لها إلا به فالعبد يرجع الى الله باللى فلا بواب بينه وبينه، ولا واسطة الا صفته، أعنى: بذلك قدرته وارادته، وصفته غير زائدة على ذاته في قول بعض الصوفية، نالحق هو التائب في وجود التوبة بناته، وما هو معه بناته لا يتفصل عنه، فالتائب غير
مخ ۹۲