============================================================
وسقل لابن سبعين والمقدمة الأولى التي قلتا أنها الزهد في الشهوات، والشهوات من حصوص النفس وملكتها، فالزاهد فيها قد اطرح لله ما له ومن ترك حقوق وزهد في شهواته، فقد صلحت اعباله وأطرح لله ماله ونيل الشهوات هو سبب الشقاوق فالزهد فيها هو سبب السعادق، فالزاهد في شهواته سحيد.
فنقول: ترك الشهوات يؤدى الى استقامة التوجه، والتوجه هو الانصراف الى الله بالصنايع العلمية والعملية، والعلم والعمل الذي يوصل الى الله حكمة وعمل صالح، والعل الصبالح يفيد السعادة فالتوجه مصلح أعباله والبصلح أعباله سعيد.
وايضا التوجه يحمل الى معرفة اللى ومعرفة الله هي السعادة، وكل عمل يحمل الى السعادة عمل صالح، فالتوجه عمل صالح، فخرج من هذا أن المصلح أعماله هو المتوحه للى والمطرح لله ما له هو الذي أطرح الدنيا، وزهد في شهولتها كلها، وهو واحد من حيث أن من توجه لله فقد اشتغل عن الدنيا، ولها عنهاء فنفس التوجه هو بعينه ترك الدنيا.
والمصلح أعباله هو بناته والمطرح لله ما له. وهنه يشرحه قول سيدنا فى والوصية التي آولها: واعلم علمك الله حكته حيث قال: "والاضراب عن الشيء الخسيس هو بعينه الإقبال على الأمر الرئيس.
فقد تبين لك أن اصلاح الأعمال هو التوجه إلى الله، واطراح المال هو طرق الشهوات العاجلق ونفس التوجه الصادق يقتضى من صفة رد الشهوات، ورفض الشهوات للتوجه لله يفيد معرفة اللى ومعرفة الله هي السعادة وهنا تفسير قوله: والسيد هو المصلح أعباله، السطرح لله ماله وأيضا الحق تعالى ليس بينه وبين الموجودات مرتبة زمانية ولا مكانية، وآنه مع غيره بالايجاد والتجديد ووجوده مقوم لوجود العبد على ما هو عليه فهو أقرب من العبد إلى ناته والبد إنسا هو الحجاب الموجود في قلب الغبد، وحجاب القلب هو جرع صور الشهوات العاجلة وسكونها فيه، فرفض الشهوات زوال الحجاب، وزوال الحجاب يكشف قيقة وجود الحق في ماهية العبد، ووجود الله عنده هو الكمال والسعادة والرفعة، فرفض الشهوات هو بعينه نيل الحقيقة، وهذا بفسره قول الرحل الذى قال لعيى الهة حين قال له: اعبد ربك وهو راقد قال له: عبدته بأكبر العبادة، قال له: وما هي؟ قال: تركت الدنيا لأهلها، قال له: إذا فنم، ويفسره قوله تعالى: (وأما من خاف مقام ربه) [النازعات: 40] الآية.
فاقطع حظوظك وصل عهدك تجد شاهدك هو بعيته مشهودك فافهم ذلك،
مخ ۱۳۲