============================================================
المعبر عنهما يعبر عما يجد من ذاته والواصف مقصر عن بلوغ نعته لذلك مختلف عن الوصف لما هنالك ووصف المتطبب الخبير المجرب البصير يكشف لأهل الأمراض عما وجدوه وينبتهم عن زوال ما فقدوه حتى كان الموصوف بعبارة اللسان منظور اليه بحقيقة العيان وإني أصف لك على أثر ذلك أمورا تقوى لك حالك وتبلغك غاية البغية من سؤالك والقوة بالله العظيم أعلم أيها المنسوب إلى العلم بوقوع الصحو لك تبين حيرة السكرة وبكون الافاقة تقف على وقت الغمرة وبصحة الذكر ينكشف لك وبال الغفلة وبالسلامة والعافية يتميز لك وقت العلة فاعلم أن ذلك كله مشغل في حين كونه عن حقيقة معرفته صار لأهله بما لبسهم منه عن وجود حيرتسه إلا بحملة علم مزاجه، واللبس والظلمة ليثبت الله تعالى بذلك عليهم الحجة فخل عن نفسك أيها المعنى بها والحريص على تعجيل استنقاذها وبال السكرة والغمرة والغفلة والحيرة باستعمال ما أصفه لك والإسراع إلى ما أحسك عليه والمبادرة إلى ما أشير به اليك فان صحة الصدق وجودة القصد يؤديانك إلى المحل الذي هو باب المدخل فيما تحبه والمخرج مما تكرهه: ولن يحجبك عن بلوغ ما تريد والقوة بالله إلا بتقصيرك عن المجامدة في واجب حق السعي عليك فأحذر ثم أحذر أن تكون على شيء من ذلك مقصرا أو القاك وقتا وأنت عنه فاترا راجع فإن مطيتك الموصلة لك إلى بغيتك صدقك في اقامة المناصحة في محل مجاهدتك فقد أوقفتك على وجه المنهج والمدرجة وقربتك من المسير على أوضح المحجة.
واعلم أيها الرجل الحاذر المحسوس المبادر أن الاقامة المانعة لك ولنظرانك بعد الحمل للعلم وطول السعاية فيه ودوام العناية بجمعه والاستكثار من الحمل له الميل إلى التأويل والدخول به فيما خفي من النفس من الميل إلى الدنيا والركون إليها وهم في ذلك على معاني مختلفة فمتأول متبين الاغماض والأعراض فيما استكن في خفايا نقسه فمضى فيه على ما عليه منه والعلم بنكته ولا يتركه في كثير من الأوقات ويستتر ذلك عليه في بعض أوقاته، ومتأول قصد قصد الصحة والتحقيق فيما تأوله ولحقه في ذلك الميل من حيث لم يستدر كه وانطوى عليه ما عليه فيما قصد له وكان عنده إن الذي عمد له وتأوله أولى به من غيره فمضى على ذلك
مخ ۱۶۰