============================================================
ذلك أن السنة الحكمة لا تنطق إلا من بعد أن يؤذن لها وإذا نطقت وقع النفع لمن ااسمع بها وإنما مثل ذلك من فضل الله على خلقه، مثل غيث سمائه الذي إذا أنزله أحيا به ميت أرضه، أما سمعت الله تعالى يقول فآنظر إلى ، اشر رخمت آلله كيف لخى الأرض بعد موتها ان ذلك لمخى الموتيل وهو على كل شنء قدير* [الروم: 50] وكذلك يحيي الله تعالى بألسنة المحكمة ما أمات الاعراض عنه من قلوب أهل الغفلة. قال العالم لحكيم: أجل إن الذي وصفته كما وصفته وإني أومل من الذي ابتدأتني(1) بلسان حكمتك وجاد علي بعطف(2) رحمتك أن استنقذني(2) من وبال التقصير بدلالتك وتخرجني من ذلة التخلف بمصادفة رؤيتك، وقد علمت الآن أن اربي إلى التكشف لي عما لزمني من وبال تركي للعمل بعلمي وتخلفي عما أو جبه حق العلم علي وعما استتر في نفسي وانطوى بالاستخفاء في سري ما لم أكن له مدركا ولا بما معي من العلم عليه واقفا وقد أشرفت الآن بقدر ما أيدني الله تعالى به منك ومن به علي وكشفه لي بأسبابك على بعض ذلك فبعلمي بالقليل من ذلك علمت أن علي منه كثيرا لم أدركه وخفيا مستنبطا لم أره ولم أعرفه فاكشف لي أيها الحكيم من أمري عما أنت أعلم به منى فان الطبيب أعلم بداء السقيم من نفسه وأحق أن يصف له من الدواء ما يكون سببا لبرئه. قال الحكيم: قد بدت مطالعات الفهم تلحقك بمعرفة ما عليك من ذلك ولك وبدت أوائل معاني الصحو تلوح لعقلك وبدت أوائل الافاقة تسنح(41) بحركاتها لبعض ما في سرك واعلم أن صرر الأديان أشر من ضرر الأبدان وسقم الجوارح والأجسام أسهل من سقم القلوب والأفهام، لأن علل الدين والآفات المعترضة على اليقين سبب للبوار وموردة لأهلها على النار ومؤدية إلى سخط الجبار وما عدا ذلك إلى غيره وكان واقفا فيما سواه من الأمراض والأسقام الكاثنة في الجوارح والأجسام فذلك ضرر يؤمل برؤه ويزول مكروهه وشره ويرجى من الله تعالى ثوابه وآجره واعلم أن الطبيب العالم المجرب والحكيم الناصح المؤدب أعلم بزيف الأبدان والعلل المخامرة بآفاتها للأديان لأن (1) في ط: انتدبتتي (2) في ط: تعطف.
(3) في ط: تستنقدني (4) في ط: تسى:
مخ ۱۵۹