المسألة العاشرة (في نبوة نبينا محمد)
وقلنا ابن عبدالله أعني محمدا .... نبي حباه الله بالفتح والنصر
أتى بدليل أعجز الناس عن يد .... وناظر (1) أبناء الفصاحة من مضر
كتاب عزيز محكم الآي ساطع .... بأنواره الحسنى وآياته الزهري
تحدى به من عارض الحق منهم .... فمالوا إلى قول الكهانة والسحر
وقالوا افتراه قال هاتوا نظيره .... سواء علينا المفتري فيه والمفري
فحادوا إلى السيف الذي كان قتلهم(2) .... به يوم بدر سل عن السيف في بدر
مذهبنا ومذهب جميع الفرق الإسلامية: أن سيدنا محمدا نبي صادق، والخلاف في ذلك مع الفرق الكفرية من اليهود والنصارى وغيرهم.
والدليل على مذهبنا: أنه قد ظهر المعجز على يديه عقيب دعوى النبوة، والمعجز لا يظهر عقيب دعوى النبوة إلا على نبي صادق، وحقيقة المعجز هو: مالا يطيقه بشر ولا يمكن التعلم لإحضار مثله ابتداء سواء دخل جنسه في مقدورنا كالكلام أم لا كحنين الجذع، وحده في الخلاصة بأنه الناقض للعادة المتعلق بدعوى المدعي للنبوة، ومعجزاته كثيرة، قيل: ألف معجزة، وقيل: ثلاثة الآف، وقيل غير ذلك، وأعظم معجزاته القرآن الكريم، وقد أشار الناظم رحمه الله إلى ذلك في الأبيات.
مخ ۳۶