112

واتجهت الوصيفة نحو الباب، وأومأت إلى العبيد، فهرعوا إليها مسرعين، فأمرتهم أن يرفعوا الهودج. وقصد العبيد إلى الهودج ومالوا إلى قوائمه ليرفعوه، فانتبهت رادوبيس مذعورة ولم تكن تحس بشيء مما يدور حولها، وتساءلت بصوت مبحوح غريب: إلى أين .. إلى أين؟

وارتمت على الهودج، فتقدم منها سوفخاتب وقال: إن القصر يريد أن يؤدي واجبه نحو الجثة المقدسة.

فقالت المرأة ذاهلة: لا تأخذوه مني .. انتظروا .. سأموت على صدره.

وكانت الوصيفة تتعالى بناظريها عن رادوبيس، فلما سمعت قولها قالت بخشونة: إن صدر الملك لم يخلق لكي يكون لحدا لإنسان.

وانحنى سوفخاتب على المرأة، وقبض على معصمها برقة ورفعها بهدوء، وحمل العبيد الهودج، فنزعت رادوبيس يدها من بين يديه، وأدارت رأسها بعنف فيما حولها فلم يبد على وجهها التائه أنها عرفت أحدا من الحاضرين، وصاحت بصوت متقطع كالحشرجة: لماذا تأخذونه؟ هذا قصره .. وهذه حجرته .. كيف تسومونني القهر أمامه .. إن مولاي لا يرضى عمن يسيء إلي .. أيها القساة .. أيها القساة.

ولم تبالها الوصيفة، فشقت طريقها إلى الحديقة، وتبعها العبيد يحملون الهودج، وغادر الرجال الحجرة في خشوع وصمت. وكادت المرأة تجن، وجمدت في مكانها لحظة قصيرة، وهمت باندفاع وراءهم، ولكن يدا غليظة أمسكت بذراعها، فحاولت التخلص منها، ولكن ضاعت محاولتها هباء.

فالتفتت إلى الوراء بعنف وغيظ ، فوجدت نفسها وجها لوجه أمام طاهو.

نهاية طاهو

وسهمت إليه بنظرة غريبة كأنها لا تعرفه، وحاولت أن تخلص ذراعها، ولكنه لم يمكنها من غايتها، فقالت له بعنف: دعني أذهب.

فهز رأسه يمنة ويسرة ببطء كأنه يقول لها: كلا كلا .. وكان وجهه رهيبا مخيفا ونظرة عينيه جنونية، وتمتم قائلا: إنهم ذاهبون إلى مكان لا يجوز أن تلحقيهم إليه. - دعني أذهب. لقد خطفوا سيدي.

ناپیژندل شوی مخ