ومما يسألون عنه أن يقال لهم: أخبرونا(1) عن قول الله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}[البقرة: 185]، أتزعمون أن الله أراد ما يريد(2) كثير من الناس من العسر أم لم يرده؟ فإن قالوا: بل الله يريده ويقضي به على من (فعله من الناس) (3)؛ ردوا كتاب الله صراحا. وإن قالوا: إن الله لا يريده، تركوا قولهم ورجعوا إلى الحق.
***
ومما يسئلون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم} [الأنعام: 137]، أتقولون: إن شركاءهم هم الذين زينوا لهم قتل أولادهم؛ ليردوهم بقتل أولادهم؟
فإن قالوا: نعم، هم المزينون لهم دون الله؛ رجعوا عن قولهم، وقالوا بالحق في ربهم. وإن قالوا: بل الله قضى بذلك عليهم، وزينه لهم؛ فقد ردوا كتاب الله بذلك.
ثم يقال لهم: كيف يزين الله لهم ذلك ثم(4) يرمي به شركاؤهم، وهو الفاعل له دونهم؟!! أما تسمعونه سبحانه يقول: {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا} [النساء: 112]؟ فكيف يعيب سبحانه شيئا، ثم يفعل مثله؟! تبارك وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
***
مخ ۵۴۱