کتاب الرد او د الحسن بن محمد بن الحنفيه په ضد د استدلالاتو کتاب

الامام الهادي الحق يحيى بن الحسين d. 298 AH
189

کتاب الرد او د الحسن بن محمد بن الحنفيه په ضد د استدلالاتو کتاب

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

ژانرونه

شعه فقه

فقولنا في ذلك: إن الله سبحانه ركب الاستطاعة في عباده، وجعلها في جميع خلقه المأمورين المميزين، ومنهم الملائكة المقربون صلوات الله عليهم، ثم أمرهم ونهاهم؛ من بعد أن أوجد فيهم ما أوجده سبحانه في غيرهم؛ من الاستطاعة الكاملة، والنعمة الشاملة، وأمرهم ونهاهم، ولولا ما ركب فيهم من الاستطاعة لما جرى أمره عليهم. من ذلك قوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} [البقرة: 34، الإسراء: 61، الكهف: 50، طه: 116]، فأمرهم بالسجود من أجله، ولما رأوا مما ابتدع من جليل صنعه، ولعظيم ما فيه من قدرته، إذ خلقه من طين؛ من صلصال من حمأ مسنون، والمسنون فهو ما داخله الأجون(1)، فأسن لذلك وأجن وتغير؛ فصار لما فيه من الأجون حمأ (2) كما ذكر الله مسنونا، ثم صوره رجلا، ثم نفخ فيه الروح فصار جسما متكلما، لحما وعروقا وعظاما ودما، يقبل ويدبر، ويورد ويصدر، بعد أن كان طينا لازبا، فسجد الملائكة عليهم السلام، لله المهيمن ذي الإنعام، من أجل ما أحدث في آدم صلى الله عليه من الخلق، وجعله أبا لكل الخلق، فكانوا بإئتمارهم في ذلك لله مطيعين، وعليه مثابين، ولأمر الله مؤدين، ولو لم يكن فيهم استطاعة، ولا ما يقدرون به على السجود من الآلة؛ لم يأمرهم سبحانه بما لا يستطيعون، ولم يكلفهم العدل الجواد مالا يطيقون، لأنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وأعدل العادلين. وليس ما ذكر المبطلون، وقال به في الله الضالون؛ من صفات الرحيم، ولا من فعال العزيز العليم، لأن من أمر مأمورا بأن يفعل مفعولا لا يقدر على فعله؛ كان بلا شك ظالما له في أمره، وكان قد كلفه في ذلك محالا، وكان له بذلك غاشما ظالما، وليس الله بظلام للعبيد،كما قال في ذلك ذو الجلال الحميد(3):{وما ربك بظلام للعبيد} [فصلت: 46]، وقال سبحانه:{ولا يظلم ربك أحدا} [الكهف: 49].

مخ ۴۸۶