ذلك تبين للمحتج بالأكثر إن كان على مذهب الإمام أحمد وأصحابه وجميع أهل السنة في إثبات الصفات أن حجته حجة داحضة واهية وعلم أن أهل الحق هم الأقلون عددًا الأعظمون عند الله قدرًا.
وقد روى ابن وضَّاح عن علي بن أبي طالب ﵁ قال: "تعلموا العلم تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر الحق فيه تسعة أعشارهم١.
ويشهد لذلك قول النبي صلى عليه وسلم: " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" ٢"، وقال: " بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء" ٣
_________
"١" ضعيف: أخرجه الدارمي في سننه "٢٥٩"، وفيه انقطاع.
"٢" صجيج بجموع طرقه وشواهده: ورد هذا الحديث من طرق مختلفة عن ثمانية من الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يتسع المقام لبحث هذه الطرق، وقد استقصى طرقه وتتبعها وأثبت صحته: الشيخ سليم الهلالي-حفظه الله- في جزء خاص سماه: "نصح الأمة في فهم أحاديث افتراق الأمة".
وكذا صححه العلامة الألباني- ﵀ في بحث نفيس له في السلسلة الصحيحة"٢٠٤، ٢٠٥"، وكذا صححه الترمذي، والحاكم، والذهبي، وابن تيمية، والشاطبي في الاعتصام، وحسنه الحافظ، وقوَّاه بمجموع طرقه الحافظ ابن كثير، رحم الله الجميع.
وهو حديث جليل القدر، يجب على طلبة العلم، والعامة الاعتناء بما فيه من تحذير من الفرق الثنتَيْن والسبعين التي فارقت سبيل الصحابة في فهم الكتاب والسنة، كما جاء في بعض روايات الحديث عندما سأل الصحابة الرسول ﷺ عن علامة هذه الفرقة الناجية فأجاب: "الذين كانوا على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، ومن هذه الفرق الضالة الخوارج، والجهمية، والمعتزلة، والأشاعرة، والماتريدية، والصوفية بشتى طرقها وما أكثرها.
٣" " صحيح مسلم "١٤٥".
1 / 44