قطب السرور په شرابو او مشروباتو اوصافو کې
قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور
وتراني إذا انتشيت كأني ... أعمر الأرض خيفةً أن تميدا
لو رأى الناسُ في المدامة رأيي ... لم يبيعوا بدرهم عنقودا
وقال أعرابي:
كأن أباريق المدام عليهم ... ظباءٌ بأعلى الرقمتين قيام
وقد شربوا حتى كأن رقابهم ... من اللين لم يُخلق لهنَّ عظام
وقال آخر:
بكروا عليَّ بسُحرة فصبحتهم ... من عاتقٍ كدم الذبيح مُشعشع
يتبطحون عى الكثيب كأنهم ... يبكون حل جنازة لم تُرفع
وأنشد لأعرابي:
ولقد شربت الخمر حتى خلتني ... لما خرجت أجر فضل المئزر
قابوس أو عمرو بن هند ماثلًا ... بحياله، ما دون دارة قيصر
وأنشد لحسان:
نوليها الملامة إن المنا ... إذا ما كان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكًا ... وأُسدًا ما ينهنهنا اللقاءُ
وأنشد للعباس بن الأحنف:
أراني سأُبدي عند أول سكرة ... هوايَ إليها في خفاءٍ وفي ستر
فإن رضيت كان الرضى سبب الهوى ... وإن غضبت منه أحلت على السكر
وأنشد لآخر:
شربت على تذكر آل كسرى ... شرابًا لونه كالأُرجوان
ورحت كأنيي كسرى إذا ما ... علاه التاجُ يومَ المهرجان
وقال الصنوبري:
شربنا في بغادينِ ... على تلك الميادينِ
على ضحك الهزارات ... على نوح الشَّنانينِ
شربنا فتعال أنظر ... إلى شرب المجانين
إلى شرب العفاريتِ ... إلى شرب المجانين
فطورًا بالهواوين ... وطورًا بالأجاجين
فلما أن مشى السكر ... بنا مشيَ الفرازين
وملنا فتلوَّينا ... تلوي الثعابين
تدافعنا إلى البرك ... ةِمن فوق الدكاكين
فرحنا في الخلوقين ... من الخلوق والطين
أبو نواس:
ومُترَّفٍ عقد الشراب لسانه ... فكلامه بالوحي والإيماءِ
حركته بيدي وقلت له انتبه ... يا سيد الكتَّاب والأُمراء
فأجابني والسكر يخفض صوتَهُ ... والصبحُ يدفع في قفا الظلماءِ
إني لأفهم ما تقول وإنَّما ... غلبت عليَّ سلافةُ الصهباء
وأنشد إسحق بن إبراهيم الموصلي:
وصافية تغشى العيون رقيقةٍ ... رهينةِ عام في الدِّنانِ وعامِ
أدرنا بها الكأس الرويَّة موهنًا ... من الليل حتى إنجاب كل ظلام
فما ذرَّ قرن الشمس حتى رأيتنا ... من الغيّ نحكي أحمد بن هشام
ذكر من حرَّم الخمر في الجاهلية
كان ممن حرَّم الخمر في الجاهلية عبد المطلب بن هاشم، وعتبة ابن ربيعة ربيعة بن عبد شمس، وعثمان بن عفّان وورقة بن نوفل والوليد ابن المغيرة، وضرب في شربها هشامٌ أخاه، وصفوان بن أُمية، والعباس بن مرداس السُّلمي، وقال: لا أشرب شرابًا أُصبح سيِّد قومي وأُمسي سفيههم، وممن شرب الخمر صِرفًا حتى مات من سادة العرب، عمرو بن كلثوم التغلبي، وكانت الملوك تبعث إليه بحبائه وهو بمنزله من غير أن يفد إليها. فلما ساد ابنه الأسود ابن عمرو، بعث الملوك إليه بحبائه كما بعثت إلى أبيه، فغضب عمرو، وقال: سأُوافي بولي وحلف ألا يذوق دسمًا حتى يموت، وجعل يشرب الخمر صرفًا حتى مات. وقد قيل: كان سبب فعله هذا أنه أغار على بني حنيفة باليمامة فأسره يزيد بن عمرو الحنفي، وقال له: ألست القائل:
متى تعقد قرينتنا بحبلٍ ... نجذّ الحبلَ أو نعصي القرينا
لأقرننَّك بناقتي هذه ثم لأطردنكما جميعًا، فنادى بالربيعة فاجتمعت إليه بنو لجيم ونهته فانتهى وقبل منه الفداء، فلما صار إلى قومه أنف مما جرى عليه فشرب الخمر صرفًا حتى مات.
1 / 97