قطب السرور په شرابو او مشروباتو اوصافو کې
قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور
وقال الصنوبري:
يا صاحبيَّ اسقياني لا عدمتكما ... جزاكم الله بالإحسان إحسانا
هُبا فقد هبت الأطيار تخبرنا ... من الغصون بأن الصبح قد حانا
وعاطياني كُميت الراح صافيةً ... مما تخيره كِسرى بن ساسانا
بكف ساقٍ رخيم الدلّ تحسَبُهُ ... لِما حوى من فتور الطرف وسنانا
إذا رأت مقلتي بستان وجنتِهِ ... فحسبها أن ترى ما عشتُ بُستانا
لا تسكراني من الصهباء ها أنا ذا ... من لوعة الحب قد أصبحت سُكرانا
وقال:
أيهذا العزيز قد مسَّنا الضُّرُّ وعاينت مذ هجرت المنونا
جُد بنزرٍ من الرقاد لطرفٍ ... أنت فجرت فيه ماءً مَعينا
طاف في قُرطقٍ وقد عقد الزنار من فوق خصره تسعينا
بعقارٍ تنفي الهموم وتستخرج شوقًا من الفؤاد دفينا
غاص فيها ماءُ المِزاج فأبدت ... لؤلؤًا من عيونها مكنونا
ثم جالت فيها فصارت حداقًا ... غير أن لا ترى لهنَّ جفونا
قام يسعى بها فخلتُ طلوع الشمس ليلًا والبدر مما يلينا
ولقد راع ذاك قومًا على بعدٍ فصاحوا: الصلاة يا غافلينا
وقال:
أيا ساقي الخمر لا تنسنا ... ويا ربة العود حُثِّي الغِنا
فقد نشر الدَّجنُ بين السماء والأرض مُطرَفَهُ الأدكنا
وقال:
ربَّ يومٍ قطعته بسرورٍ ... شرطه السُّكر وانعقاد اللسانِ
وحبيب مساعدٍ فيه أحياني ببعض الريحان، إذ حياني
وعروسٍ حجابها بطنُ دنٍّ ... عُمرت في دساكر الرُّهبان
لبسها من عناكب بغُزُولٍ ... خلتُها قد تجسمت من دخانِ
دوحة للفرات من زعفرانٍ ... تلد الدرَّ في رؤوس القِيان
وعليها غلائلٌ من زجاجٍ ... واضحاتٍ قليلةِ الكتمان
ظلتُ يومي أنفي بها الحزن عني ... فهي ترياقُ لاعج الأحزان
مع فتيان لذةٍ صحبوها ... كلُّهم مسعدٌ مطيعُ العنان
وعلى هامهم أكاليل آسٍ ... في مكان اللُّجين والعِقيان
وقال أبو تمام:
أفيكم فتىً حرٌّ فيخبرني عني ... بما شربت مشروبة الراح من ذهني
غدت وهي أولى من فؤادي بعزمتي ... ورحت بما في الدنِّ أولى من الدنِّ
هي اختدعتني والغمامُ ولم أكن ... بأول من أعطى المقادة للدَّجن
تقلب روح المرء في كل وجهةٍ ... وتدخل منه حيث شاءت بلا إذن
ومُسمعًا طفل البنان وعنده ... لنا كل نوعٍ من قرى العين والإذن
لنا وترٌ منه، إذا ما استحثهُ ... فصيحٌ، ولحنٌ في أمانٍ من اللحن
البحتري:
أُغادي أُرجوان الراح صرفًا ... على تفاح خدّ أُرجواني
إذا مالت يدي بالكأس رُدت ... بكف خضيب أطراف البنان
تأمل من خلال السِّجف فانظر ... بعينك ما شربتُ ومن سقاني
تجد شمس الضُّحى تدنو بشمسٍ ... إلى من الرحيق الخُسرواني
وقال:
كلُّ ماضٍ أنساه غير ليالٍ ... ماضيات لنا بتلِّ (بونا)
مغرم بالمدام يترع كأسًا ... ساطعًا ضوءُها ويبزل دنا
حيث لا أرهب الزمان ولا أُصغي إلى العاذل المكثر إذنا
وقال:
شبيبة لهوٍ تلقيتها ... فسايرت بالراح ريعانها
ولا أريحية حتى تُرى ... طروب العشية نشوانها
وليست مُدامًا إذا أنت لم ... تواصل مع الشرب إدمانها
وقال أبو نواس:
ما لذة العيش إلا شرب صافيةٍ ... في بيت خمارةٍ أو ظل بستان
صهباء صفراء كالعيقان إن مزجت ... كأنها وجلٌ يعلوه لونان
من كفِّ أغيد مرتجٍّ روادفه ... كالبدر أو في على غصنٍ من البانِ
فتارةً هو ميدان نروضُ به ... ضوامرًا قُرحًا ليست بثنيان
وتارة هو ساقينا ونرجسنا ... يا حبذا ذاك من ساقٍ وندمان
1 / 159