وأراد حمادة أن يخفف عنه فقال: ما من أمة يخلو تاريخها من كوارث.
فقال بصوت منهزم: ولكن هذه هي كارثة الكوارث.
فقال مدفوعا بالشفقة عليه: طالما أننا أحياء فلا مفر من الأمل.
فتساءل في شك: أي أمل؟ - الأمل في الأبناء.
فتساءل في حيرة: أبناء الهزيمة؟
وسأل صادق: هل كفرت بالبطل؟
فصمت مليا ثم قال: أعتقد أنه يموت الآن وأنا أموت معه.
وازدادت رغبتنا في التلاقي رغم أنه لم يعد يعدنا بتسلية صافية، لم يعد لنا إلا حديث واحد ثقيل، وجبة سياسية حامضة ننام وبقاياها المرة ممتزجة بريقنا، وقل الضحك وربما فزعنا إلى التأمل والتفلسف، وينقضي بقية العام ويتبعه العام التالي ونحن نمضي على وتيرة واحدة وندنو من الستين.
وذات ليلة قال لنا صادق صفوان: حدثت زيارة هامة في الدكان، جاءتني جارة مع كريمتها لشراء بعض الأشياء.
فأثار في نفوسنا الخامدة اهتماما، وحدسنا وراء الخبر مفاجأة ممتعة، وتمتم صادق: ست أمونة حمدي وكريمتها سناء إبراهيم.
ناپیژندل شوی مخ