Qur'ānists: Origins - Beliefs - Evidence
القرآنيون، نشأهم - عقائدهم - أدلتهم
خپرندوی
دار القبس
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
قال: فهل وجدت فيه صلاة العشاء أربعًا، ووجدت المغرب ثلاثًا، والغداة ركعتين، والظهر أربعًا، والعصر أربعًا؟ قال: لا.
قال: فعن من أخذتم ذلك؟ أخذتموه وأخذناه عن رسول الله ﷺ.
ثم ذكر أشياء في أنصبة الزكاة، وتفاصيل الحج وغيرهما، وختم بقوله: أما سمعتم الله قال في كتابه: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [سورة الحشر ٥٩: الآية ٧].
قال عمران: فقد أخَذْنا عن رسول الله ﷺ أشياءَ ليس لكم بها علم (١).
وحتى في القرن الأول وُجِدَ أفرادٌ ضاقوا ذرعًا بالأحاديث النبوية، فقال قائلُهم - لِمُطرِّفِ بنِ عبد الله بن الشّخِّير (٢) ـ: «لا تُحدّثونا إلا بالقرآن».
فأجابه مطرّفٌ ﵀: «والله ما نريد بالقرآن بدلًا، ولكن نريدُ من هو أعلمُ بالقرآن منّا» (٣).
ولكنَّ مِن أقدمِ ما وردَ حول وجود فئةٍ نبتَت بين المسلمين تُنكرُ سنة رسول الله ﷺ ما ذكره الإمام الشافعي في مطلع كتابه «جِماع العلم» عن مناظرةٍ جرَت بينه وبين أحد أفرادِ هؤلاء، حيث قال:
لم أسمع أحدًا نسَبَهُ الناسُ - أو نسَبَ نفسَهُ - إلى علمٍ يُخالف في أنْ فرَضَ اللهُ ﷿ اتباعَ أمرِ رسول الله ﷺ والتسليمَ لحُكمِه، بأن الله ﷿ لم يجعل لأحد بعده إلا اتباعه، وأنه لا يلزم قولٌ بكلِّ حالٍ إلا بكتاب الله أو سنة رسوله ﷺ، وأن ما سواهما تبعٌ لهما، وأن فرضَ اللهُ علينا وعلى من بعدنا وقبلنا في قَبول الخبر عن رسول الله ﷺ واحد لا يختلف في أن الفرض والواجب قَبول الخبر عن
_________
(١) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» ٢/ ١١٩٢ برقم (٢٣٤٨)، وقوّاه محققه على ضعفٍ في إسناده.
(٢) مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري، أبو عبد الله، من كبار التابعين، ثقة عابد، روى له الجماعة مات سنة (٩٥ هـ).
ترجمته في «تهذيب الكمال» ٢٨/ ٦٧ - ٧٠ الترجمة (٦٠٠١).
(٢٣) أراد النبيَّ ﷺ.
والخبر في «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البر ١/ ١١٩٣ برقم (٢٣٤٩)، وصحح محققه إسناده.
1 / 22