والمقين يأخذ الجوهر ويعطي العرض، ويفوز بالعين ويعطي الأثر، ويبيع الريح الهابة بالذهب الجامد، وفلذ اللجين والعسجد. وبين المرابطين وبين ما يريدون منه خرط القداد؛ لأن صاحب القيان لو لم يترك إعطاء المربوط سأله عفة ونزاهة، لتركه حذقا واختيارا، وشحا على صناعته، ودفعا عن حريم ضيعته؛ لأن العاشق متى ظفر بالمعشوق مرة واحدة نقص تسعة أعشار عشقه، ونقص من بره ورفده بقدر ما نقص من عشقه. فما الذي يحمل المقين على أن يهبك جاريته، ويكسر وجهه ويصرف الرغبة عنه.
مخ ۱۷۹