190

د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

ژانرونه

لقد حرص بلوتارك على أن يصور الشخصيات أكثر من حرصه على أن يقص الوقائع؛ ومن ثم لم يكتب تاريخا سياسيا كما فعل ثيوسيديد أو بوليبوس ولكنه قد نجح فيما أراد نجاحا رائعا، فشخصياته حية واضحة المعالم، وكتابه من هذه الناحية فريد في بابه.

بلوتارك كاتب جذاب له حس صادق بعناصر الإثارة في الإنسان، وهذا سر مجده وإقبال الناس على قراءته، وأما أسلوبه فلا روعة فيه ولا جمال، ولهذا كان من الكتاب القلائل الذين تزداد قيمة كتبهم إذا ترجمت؛ ففي فرنسا مثلا لا شك أن ترجمة «أميو»

192

التي ترجع إلى عصر النهضة، خير بكثير من أصلها، ولقد عملت تلك الترجمة في شهرة بلوتارك بفرنسا أكثر مما يستحق الأصل؛ فهي رائعة الأسلوب.

ولقد كان لبلوتارك تأثير قوي على الكثيرين من الكتاب وبخاصة شيكسبير الذي صدر عنه في تصويره لكوريلانوس ويوليوس قيصر وغيرهما.

وهاك مثلا من كتابه:

ديموسثنيس وشيشرون

حسبنا أن نرى ما بين الرجلين من تشابه في الميول لنعلم أن الطبيعة قد أنشأت هذين الخطيبين العظيمين منذ البداية في صورة واحدة؛ فكلاهما يطمح لغاية بعينها، وكلاهما يحب الحرية، وكلاهما جبان في الوغى ومواقف الخطر. كذلك تشابهت السيرة عند الرجلين، فكلاهما نشأ من أصل مغمور وشق طريقه إلى مناصب النفوذ والسلطان، وكلاهما عارض الملوك والطغاة، وكلاهما نفي عن أرض الوطن ثم عاد عود الكريم ثم اضطر أن يلوذ بالفرار، ثم وقع في أيدي الأعداء. وذهب بذهاب كل من الرجلين حرية بلاده.

فلما كان ديموسثنيس في نعومة الطفولة يافعا في السابعة فقد أباه وبدد ثروته أوصياؤه الذين لم يكونوا بالوصاية جديرين، لكن طموح الفتى قد اشتعل في سنه الباكرة حين سمع «كايستراتس»

193

ناپیژندل شوی مخ