د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
ژانرونه
188
المؤلف عن الطاعون الذي تفشى بأثينا في ذلك الحين ليرى مقدرة الكاتب الخارقة على الوصف وصفا قاسيا مثيرا، وكأننا نرى المرضى «يجرون أجسامهم على الأرض جرا ليلقوا بأنفسهم إلى الآبار لعلها تطفئ النار التي ترعى أجوافهم ... إلخ.» مما تقشعر له الأبدان.
هذا هو ثيوسيديد الكاتب القوى والمؤرخ الثبت. رجل عبقري من كبار العقول اليونانية بل العقول الإنسانية على الإطلاق، وهو بعد مؤلف ليست قراءته أمرا سهلا لا في أصله اليوناني ولا في ترجماته المختلفة، وذلك لعمق تفكيره عمقا يشبه الغموض، وإن لم يكن من الغموض في شيء لأنك بالصبر وإمعان النظر تستطيع دائما أن تدرك ما يريد قوله، وإنما يكون الغموض عندما يعجز عقل الكاتب عن أن يدرك بوضوح ما بنفسه من أفكار ثم يتعجل صياغتها. وثيوسيديد أبعد الناس عن هذا العجز، وذلك لأن عقله كان من القوة بحيث استطاع دائما أن يسيطر سيطرة مهيمنة على كل ما تحدث عنه. (ج) أكسينوفون
لم يظهر في القرنين التاليين لوفاة ثيوسيديد أي مؤرخ كبير، ومؤلفات من كتب في التاريخ خلال هذين القرنين قد ضاع معظمها إن لم يكن كلها. ومع ذلك فمن الواجب أن تستثني أكسينوفون الكاتب المعروف في تاريخ الفلسفة، وذلك لأن أكسينوفون قد كان مؤرخا كما كان فيلسوفا، وإن لم يصل في التاريخ إلى ما يداني من قريب أو بعيد ثيوسيديد، كما لم يصل في الفلسفة إلى ما يدنو من مستوى أفلاطون مع أن كليهما قد تتلمذ لسقراط وكتب عنه في صيغة الحوار.
ومع هذا فلأكسينوفون أهميته في تأريخ التاريخ عند الإغريق، وذلك لأنه قد كتب فيه بعض الكتب التي نخص بالذكر منها «التقهقر إلى البحر».
189
ولعله خير كتبه، كما كتب كتابا عن «حكومة إسبرطة» وفيه يصف نظم تلك المدينة كما وصف أرسطو «نظم الحكم عند الأثينيين»، وأخيرا كتابه المسمى «الهلينيات» الذي يقص فيه تاريخ بلاد الإغريق منذ سنة 411ق.م. وهي السنة التي يقف عندها تاريخ ثيوسيديد إلى سنة 362ق.م. وهو تاريخ معركة مانتينيه الشهيرة.
ولد أكسينوفون فيما يرجح سنة 430ق.م. ومات سنة 300ق.م. تقريبا. ولد في إحدى ضواحي أثينا لأسرة أرستقراطية غنية وتتلمذ لسقراط، وفي سنة 401ق.م. صحب الحملة التي وجهها الإغريق إلى آسيا الصغرى لمحاربة الفرس وأتباع الفرس. ولم يكن أكسينوفون في تلك الحملة جنديا ولا ضابطا ولا قائدا، كما يقول، بل مجرد هاو، وكان ما كان من هزيمة الحملة بعد قتل قوادها غدرا. وهنا يتولى أكسينوفون رياسة الجند ويتقهقر بهم إلى البحر، وهو يصف لنا ذلك التقهقر وما اعترضه من عقبات، وكتابه أشبه ما يكون بالمذكرات، ومع ذلك ففيه كثير من الملاحظات الهامة عن الأراضي التي مروا بها وعن فنون القتال، كما أن قصصه لا يخلو من يسر وجمال.
عاد أكسينوفون إلى أثينا فوجد أن سقراط قد حكم عليه بالموت ونفذ الحكم فيه وإذا به هو الأخير يقضى عليه بالنفي إما لأنه كان تلميذا لسقراط وإما لما كان معروفا عنه من ميله إلى إسبرطة التي كان يعجب بنظمها وحياتها القائمة على الأرستقراطية. وبالفعل نجد أكسينوفون في إسبرطة ونعلم تاريخيا أنه قد صاحب ملكها أجيسيلاس
190
ناپیژندل شوی مخ