د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
ژانرونه
كانت الكوميديا القديمة إذن نقدا سياسيا شخصيا، وأصبحت الكوميديا الحديثة روايات أخلاقية وبقيت مرحلة أخيرة لم يصل إليها الإغريق ولا اللاتين هي مرحلة الكوميديا ذات الشخصيات النموذجية، وهذه كما أشرنا من قبل هي المرحلة التي حققها موليير أكبر شعراء فرنسا بل أكبر شعراء الكوميديا في العالم. (4) النثر عند اليونان (4-1) التاريخ والمؤرخون
نشأة النثر: لم يظهر النثر الفني عند اليونان إلا متأخرا، وبعد أن ظهر الشعر بقرون؛ فليس لدينا منه - سواء في الفلسفة أم في التاريخ - نصوص أقدم من القرن السادس قبل الميلاد. أما الشعر فقد سبق أن قلنا إن الإلياذة والأوذيسية يرجعان إلى القرن العاشر قبل الميلاد تقريبا.
ولقد حاول المؤرخون تعليل تلك الظاهرة، فرجعها بعضهم إلى الجهل بالكتابة وعدم وجود البردي. ومن المعلوم أن وزن الشعر يساعد على روايته الشفوية، كما يحفظ تلك الرواية من الاضطراب. وأما النثر فليس من السهل حفظه. ولكن هذا التعليل قد ثبت عدم صحته؛ فالإغريق كانوا يعرفون الكتابة قبل ذلك بزمن طويل، والدليل على هذا يمكن استنتاجه من طبيعة الكتابة الإغريقية ذاتها، فهي مأخوذة عن الكتابة الفينيقية، وقد كانت العلاقات قائمة بين الإغريق والفينيقيين منذ أقدم الأزمنة، ثم إن هناك نصوصا قديمة نثرية كتبت على بعض الآثار. وأما عن البردي فنحن نعلم أن الإغريق كانوا يكتبون على الجلود قبل أن يعرفوا البردي، وبذلك حدثنا هيرودوت.
وإذن فهذا التعليل غير صحيح، وسبيل فهمنا لتلك الظاهرة هو أن ننظر في طبيعة الشعر وطبيعة النثر وفي موضوعاتهما ، فنرى أن أقدم الشعر كان قصصا للماضي؛ لماض بعيد يتخذ شكل التاريخ وهو في باب الأساطير أدخل، ولكن الإغريق آمنوا بأنه تاريخ، وكانت النفوس ساذجة لم تستيقظ فيها بعد ملكة التفكير أو النقد، ومن ثم قامت الملاحم مقام التاريخ، والشعر أنسب شيء لهذه الأساطير وهذه الملاحم التي يسودها الخيال. ولم يشعر أحد بحاجة إلى كتابة التاريخ الدقيق نثرا. وأما الفلسفة فمن الواضح أن نشأتها لم تكن منتظرة قبل القرن السادس، وهي دليل نضوج عقلي وتفتح لفهم حقائق الوجود.
ولقد كانت نشأة النثر بأيونيا في آسيا الصغرى، حيث كانت نشأة الشعر أيضا؛ وذلك لأن تلك البلاد - لاتصالها بالحضارات الشرقية القديمة ولتوفر أسباب الحضارة المادية بها - كانت أسبق من بلاد الإغريق الأوروبية في كافة مظاهر النشاط العقلي؛ ففيها ظهرت الفلسفة وفيها ظهر التاريخ، وهذان هما المظهران الأولان للنثر.
وكان بعد ذلك أن استولى الفرس على كثير من بلاد الإغريق بآسيا الصغرى فخف لنجدتهم إغريق أوروبا، وكان لأثينا في ذلك الفضل الأول، فأصبحت تلك المدينة المجيدة أقوى مدن اليونان وأغناها وأشدها منعة وأوفرها حرية، وإذا بالنثر يزدهر بها بعد أن ازدهر الأدب التمثيلي، وإذا بالأثينيين يكتبون في الفلسفة والتاريخ ويضيفون إليهما الخطابة. ومن ذلك الحين لم يكتب نثر قط في غير اللغة الأتيكية - لغة مقاطعة أثينا - ولقد استطاعت أثينا - مدينة بركليس - أن تجمع كل ألوان الأدب والتفكير لأنها أصبحت زعيمة العالم الإغريقي كله ما يقرب من نصف قرن، وذلك في المدة التي تقع بين الحروب الميدية وحروب البيلونيزيا خلال القرن الخامس قبل الميلاد.
نشأ النثر إذن بأيونيا في القرن السادس قبل الميلاد، ونقتصر هنا على الحديث عن النثر التاريخي؛ فنلاحظ أنه في أول الأمر كان يتناول نفس الموضوعات التي تناولها الشعر القصصي، وأنه لا يكاد يفرق بينه وبين ذلك الشعر شيء غير الوزن، فهو قصصي نثري، بل إن لغته ذاتها لم تخل من تأثر بلغة الشعر.
لقد سبق المؤرخين في أيونيا جماعة من الكتاب يسمون اللوجوجراف
168
أي الكتاب الناشرين، معارضة للميثوجراف
ناپیژندل شوی مخ