د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
ژانرونه
فتقتحم خطير الأمور وجدها.
ولعل ما زاد صدر الشاعر حرجا أنه تزوج مرتين، وكانت الزوجتان بعيدتين عن الوفاء؛ فغادر أثينا في أخريات أيامه ناقما ساخطا ليعيش في مقدونيا حيث ألف آخر رواياته وهي «كاهنات باخوس».
154
وقد قربه الملك إليه، فأثار ذلك غيرة في نفوس طائفة من رجال البلاط، فدبروا له فيما يزعم القدماء عددا من الكلاب الضارية تهاجمه وتفتك به فتكا مروعا ذريعا.
ولكن إن جاء شاعرنا نشازا في نغمة عصره، فقد كان متسقا، مع ذلك العصر من بعض الوجوه؛ ذلك أنه شاطر زمانه ما ساده من شك في الآلهة والعقائد، وكان شكه قائما على أساس خلقي، فقد رأى في الأساطير القديمة ما ينافي الأخلاق، لأنه إن كانت تلك الأساطير صادقة فيا ترويه عن الآلهة، فليست الآلهة - إذن - جديرة بالعبادة والتقدير، وإن كانت الأساطير كاذبة فقد انهدم بناء الديانة الإغريقية القديمة من أساسه، فإذا اتهمه أرستوفانس بعد ذلك بالإلحاد، فلم يتهمه زورا وباطلا؛ لكن يوربيدس يصر على أن الشك في الله أو الآلهة لا يعني فساد الأخلاق عند الشاك، ولا تعجب من مثل هذا الرأي يصدر عن شاعر يوناني؛ فالفضيلة عند اليوناني العريق تجتذب النفس بجمالها لا بثوابها.
وقد عني يوربيدس في رواياته بالتحليل الدقيق للشخصية الإنسانية، وبخاصة شخصيات النساء؛ وهذا الفهم العميق لأحوال المرأة ودوافعها النفسية هو الذي حدا ببعض الكتاب المحدثين أن يطلقوا عليه: «إبسن العصر القديم».
155
وخير مسرحياته هي «ميديا» التي كتبها في صدر شبابه حين اضطرمت في صدره جذوة الشك، والتهبت نفسه حبا في الحقيقة الخالصة.
وتبدأ الرواية إذ يكون «جيسن» قد ضجرت نفسه من رفيقته الساحرة «ميديا»، فتزوج من الابنة الوحيدة لملك كورنثة، وتمضي السنون ويبلغ جيسن سن الرجولة المكتملة، فيمل شواغل الحب ودواعيه، ويلمح فيها سخفا لا تحتمله النفس، فيصدف عنه ليقبل على شئون حياته بكل ما وسعه من عناية وجهد، وعندئذ تكون «ميديا» قد أدركت سن النساء وتمتلئ مقتا وبغضا؛ ويأمر ملك كورنثة بهذه الساحرة أن يطوح بها في المنفي بعيدا عن أرض الوطن ليخلو لابنته الجو فلا تتهددها «ميديا» ولا تناصبها العداء، لكنه يسمح لميديا بيوم واحد تقضيه في المدينة قبل نفيها. وها هنا نشهد لقاء مرا بينها وبين «جيسن» تكيل له اللوم والتأنيب كيلا لما أبداه نحوها من نكران للجميل.
ألم تكن هي التي عاونته حتى بلغ أوج المجد؟! ألم تكن هي التي أنجته من خطر كاد يورده موارد الهلاك؟! ألم تكن هي التي قتلت عمه «بلياس»
ناپیژندل شوی مخ