161

د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

ژانرونه

يسيء برومتيوس إلى زيوس، فيأمر هذا إلها من أتباعه هو «هفيستوس»

137 - إله النار والحدادين - أن يشد برومتيوس إلى صخرة عاتية؛ فقد كان زيوس حديث عهد بإنشاء أسرة له في السماء، ثم شاءت إرادته أن يمحو البشر من وجه الأرض ليفسح مجالا لمخلوقات جديدة أرق وألطف؛ فيثور برومتيوس على مشيئة الإله الأعلى زيوس؛ لأنه يحس نحو الإنسانية عطفا وحبا، ولا يريد لها هذا الدمار والفناء الذي قضى به زيوس، فسارع ووهب الإنسان نعمة النار وعلمه كيف يشعلها، فكان ذلك أقدم ما عرف الإنسان من فنون الحياة، ثم علمه النجارة والزراعة والطب والملاحة، فكان عذابه عند زيوس ذلك العقاب الشديد الذي ذكرناه. وقد شاءت عزة برومتيوس عندما شد وثاقه إلى الصخرة ألا يتألم أو يتكلم أمام حارسه «هفيستوس»، ولكن لم يكد يمضي عنه حارسه حتى صاح برومتيوس بالأرض والشمس أن تنظرا كيف أساءت إليه الآلهة وإنه لإله من بينهم:

ها أنا ذا مصفد في مكاني، أنا إله منكود الطالع،

ها أنا ذا أناصب زيوس العداء.

ويمقتني كل من تناله قوته، وإنه على كل شيء قدير، وذنبي أني شديد الحب للإنسان.

وتفد عرائس البحر إلى برومتيوس زائرة فينبئها أنه يعاني الآلام المبرحة لأنه أراد الخير بالإنسان، لكن برومتيوس في محنته تلك لم ييئس، فلا يزال يلمع في أفق حياته بصيص من الأمل، وذلك أنه يعلم - دون غيره - أن قضاء محتوما يتربص الدوائر بزيوس الإله، وسينزل به من ذروة سلطانه إلى أسفل سافلين. فتبلغ هذه النبوءة السيئة مسامع زيوس، ويرسل «هرميس»

138

يستفسر من برومتيوس عن تفصيل الأمر، لكن برومتيوس يمسك عن الجواب، فيتهدده هرميس مذكرا إياه كيف نزلت به النوازل حين أعلن على ربه العصيان، لكنه يجيب:

لن أرتضي الرق لهذا العقاب بديلا

فالكرب عندي خير من أن أعيش ذليلا.

ناپیژندل شوی مخ