د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
ژانرونه
إله الإيماء والإثمار وبخاصة العنب والخمر، فكانت العادة - فيما يرى بعض المؤرخين - أن يقوم نفر في تلك الاحتفالات، ويظهرون على نشز وسط قومهم على هيئة البشر في نصفهم الأعلى، وصورة الماعز في نصفهم الأسفل، فيمثلون أدوارا ويديرون حوارا. ومن هذه البداية الساذجة تكونت آخر الأمر الرواية المسرحية على أيدي جماعة من فحول الشعراء؛ ومن هذه الأمساخ التي كانت تظهر بين الناس اشتق اليونان كلمة أطلقوها على المأساة، فلفظة «تراجيدي»
131
أي المأساة مشتقة من لفظة الماعز ولفظة أغنية في مركب مزجي، على أن ذلك التطور قد تم بغير شك في قرون طوال.
وشعراء المأساة النوابغ عند اليونان ثلاثة، أولهم «إسخيلوس»
132
الذي بقيت لنا سبع روايات كاملة مما كتب، وقد بلغ ما كتبه سبعين مأساة تدور كلها حول موضوعات دينية أو أسطورية، شأنها في ذلك شأن سائر الروايات المسرحية عند اليونان؛ ففيها يصف الكاتب كيف ينزل الآلهة عقابهم ويصبون عذابهم على الناس جزاء وفاقا بما قدمت أيديهم من إثم، وما اعتزوا به من كبرياء، فوراء الآلهة إله أعلى، هو «القدر» يتربص بالناس الدوائر، وهيهات أن يفلت من براثنه أحد؛ فلئن كان اليونان ينظرون إلى الحياة أحيانا في شيء من التفاؤل والمرح، ولئن كان كثير من حكمائهم - مثل سقراط - قد نظر إلى الأشياء والأحداث نظرة باسمة بهيجة، إلا أن الفلسفة الأساسية التي أقام عليها كتاب المأساة فنهم كانت - على الجملة - قائمة على روح الجد والصرامة الخلقية، وهي في ذلك شبيهة بأدب «العهد القديم».
كان إسخيلوس جنديا حارب في الجيش الأثيني الذي هزم الفرس في «ماراتون»
133
هزيمة منكرة خلدها التاريخ، خلد فيها كيف تغلب فئة قليلة دولة قوية عريضة السلطان.
وكان لهذا النصر الباهر أثر عميق في شخصية إسخيلوس وفنه، فقد كتب رواياته في عصر يموج بذكر البطولة والأبطال على أثر هذا النصر العظيم، فصور فيها مزيجا من الإيمان الديني والزهو بالوطن والجنس.
ناپیژندل شوی مخ