154

د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

ژانرونه

121

الذي جود الشعر الريفي حتى أصبح هذا اللون من الشعر ينسب إليه كما ينسب الشعر الغنائي إلى «بندار»، والشعر الريفي إنما يجري على ألسنة الرعاة: يعبر عن عواطفهم، ويقص خرافاتهم ويصف ما يحيط بهم من مناظر الطبيعة الخلوية، ويسجل ما يدور بينهم من حوار، وما يترنمون به من أناشيد. وإن في محاورة الرعاة وأغانيهم لرقة وعذوبة وشاعرية حتى ظن بعض النقاد في العصور التي سادت فيها الصناعة في الأدب، أن هؤلاء الأجلاف السذج لا تصدر عنهم هذه العواطف الرقيقة، غير عالمين أن الأغاني الشعبية الريفية كثيرا ما تبلغ حد الإبداع في خيالها وجمالها وألفاظها وقوافيها.

استمد ثيوقريطس أغانيه من أناشيد الرعاة الذين كانوا يعيشون في صقلية فوق تلالها الخضراء، وتحت سمائها الزرقاء، يمرحون ويترنمون. وعلى الرغم مما خلعه ثيوقريطس على تلك الأناشيد الحلوة التي جرت على ألسنة أصحابها مع السليقة والطبع، من صناعة لفظية أبعدته عن جمال الطبع، فإن ما في قصائده من صدق التعبير ودقة التصوير لهؤلاء الرعاة السذج جعله شاعرا مجيدا.

وهذا مثال من الشعر المنسوب لثيوقريطس:

الصيادون

إنه الفقر وحده يوقظ الفنون،

ويلهم الحذق يد الصانع الصناع،

ويعلم الكدح فلا ينام العامل إلا غرارا،

وترى العناء والهم من حوله زاحفا،

فإذا ما أخذه الكرى دهمه العناء والهم بزئيره الداوي،

ناپیژندل شوی مخ