د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)

زکي نجيب محمود d. 1414 AH
130

د نړۍ ادب کیسه (برخه لومړۍ)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

ژانرونه

هذان النوعان من الشعر - أشعار الناي، وأشعار الهجاء - ليسا من الشعر الغنائي بالمعنى الدقيق، لأن الموسيقى لم تصاحبهما دائما، وإنما صاحبتهما في أوائل نشأتهما، ثم استقلا عنها منذ القرن الخامس قبل الميلاد، وأصبحا ينشدان مجرد إنشاد، ولهذا يميز النقاد بينهما وبين الشعر الغنائي بمعناه الدقيق.

والشعر الغنائي بالمعنى الضيق الدقيق لا يشمل غير الأغاني الفردية والأناشيد الجماعية، فهذان النوعان هما اللذان ظلت الموسيقى تصاحبهما حتى العصور المتأخرة. وأكبر شعراء الأغاني هم: أنا كربون، وسافو، وألكيوس، وأما شعراء الأناشيد الجماعية، فزعماؤهم باخليدس وسيمونيدس الكيوسي،

93

ثم بندار أكبرهم جميعا. •••

ونحن إذا ما أخذنا نفصل الحديث عن الشعر الغنائي عند اليونان، فجأتنا في أول الطريق خسارتان فادحتان أصابتا تاريخ الأدب، أما صغراهما فهي أننا لا نجد أحدا، مهما بلغت دراسته في اليونانية القديمة، يستطيع أن يقرأ الشعر اليوناني في صوت إيقاعي على نحو يبين تفاعيله ووقفاته بيانا صحيحا جميلا، وأما كبراهما فهي أن معظم الشعراء الغنائيين من اليونان القدماء قد امحت آثارهم، ولم يبق من تراثهم إلا نبذ قليلة، وإنما عرفنا قيمة أشعارهم من تلاميذهم الفحول الذين اقتفوا أثرهم وخلدوهم في شعرهم. (3-1) شعر الإليجي

وما كان أضخمه من تراث أدبي لو حفظ لنا الدهر كل ما جادت به قرائح اليونان من جيد الشعر! فهذا «صولون» المشرع الحكيم الذي ظهر في أثينا بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، وهذا «ثيوجنيس»

94

لم يبق لنا من أشعارهما إلا قليل، وهما من شعراء الإليجي، ويتضح من شعرهما ما سبق أن ذكرنا من أن الإليجي عند الإغريق لم يكن معناها المرثية كما هو معناها الآن عند الأوروبيين، وإنما كانت تتميز بوزنها العروضي. فالإليجي عند صولون سياسية وطنية وعند ثيوجنيس كانت نظرات أخلاقية، وهما أبعد ما يكون عن رثاء الموتى والبكاء على بؤس الفقراء، بل إن ثيوجنيس ليمقت الفقراء ويزدريهم لأنه أرستقراطي معتز، شامخ الأنف، ولو أنه قد ينزل من عليائه ليعطف على الفقراء أحيانا.

وهاك مثالا من شعره الذي وصلنا منه ما يقرب من 1400 بيت:

اختيار الأصدقاء

ناپیژندل شوی مخ