تقولها في تقزز، ثم ترتدي النظارة السوداء التي تبتلع نصف وجهها وتدفن وجهها في كتاب ضخم، لتقرأ المزيد عن البطريركية في المجتمعات شرق الأوسطية.
قد تجادل، بأن مبدأ الخضوع للذكر مطلب أصيل في بناء المرأة وغريزتها العميقة، وأن الأنثى، وعبر سنوات تكوينها التطوري الأشد أصالة، فهي تبحث عن شعور أمانها مع الذكر المسيطر صاحب الامتيازات الجسدية الموحية بالقوة والهيمنة، فهو يطمئنها بقدرته على حمايتها من الأخطار، وتمرير جينات ممتازة للأطفال، يوفر الغذاء، ويفرض هيمنته على قوى الطبيعة المحيطة بهما، بعض تلك الهيمنة لا زال يتبدى في مملكة الحيوان، كأن تنفش القطط جسدها لتبدو أكثر ضخامة وهيمنة لترهيب الآخر.
في العصر الحديث، برغم زوال مسببات الأخطار القديمة، لا زالت الأنثى تحتفظ بذات مشاعر انجذابها الجنسي القديمة للرجل، فكلما ازدادت هيمنته عليها، وتضخم جسده، واستطالت قامته، انجذبت له المرأة، وبالمقابل فهي تنفر من الذكر الذي لا يملك هذه الصفات، كالرجل ضعيف الشوكة، أو الضئيل أو القصير، في تناسب لا واعي مترسخ يربط الخصائص الجسدية بالخصائص الشخصية.
بالتالي، فإن فلسفة النسويات «الفيمنست» المناهضة للرجل بالمجمل، ما هي إلا تعبير نفسي لإحباط شديد مدفون عميقا في اللاوعي، لصورة الذكر الحامي والمهيمن في هيئته الأولى الأكثر مثالية «الأب»، وأن اهتزاز هذه الصورة؛ لأي سبب من الأسباب، كطلاق الوالدين، أو الأب القاسي، أو غير المسئول، أو المهمل، يولد الفشل في التعاطي مع الجنس الآخر لاحقا، ويطلق العنان لكل مشاعر الاضطراب وعدم الاتزان في شكل موجة كراهية تجاه الذكور ككل، كتعبير إحباط لا واعي، يتنكر في هيئة نقد منطقي وفلسفي لدور الرجل في المجتمع، لكنه - في حقيقته - مجرد تصريف لمشاعر غضب تجاه أب فشل في دوره المثالي في حياتها.
في حالات معينة يصل الرفض للإله ذاته، بسبب اختلال قاعدة التصور النمطي للإله كأب شامل يوفر الحماية والأمان، الأمر - إذن - في أساسه البسيط، حزمة إسقاطات نفسية متشابكة، وحيلة دفاعية معقدة، من لا وعي يحاول حماية الأنثى من أذى جديد قد يسببه لها أي رجل آخر.
سأقول لك إنني لم أفهم حرفا مما تقول، لكن «جيهان» ستؤكد لك في تصميم:
Les hommes sont la pire chose qui ait été inventée après la bombe nucléaire .
ثم قابلت «محمدا!»
حسن، أعتقد أنه يمكنك أن تصنف حياة «جيهان» إلى قسمين، ما قبل مقابلة «محمد» وما بعده. «محمد» كان شابا مثقفا بامتياز، ووسيم إلى حد مزعج، من ذلك النوع الذي تراه بكثرة في الأفلام الكلاسيكية العربية، طويل القامة، عريض المنكبين، بشارب رفيع منمق وذقن مرتبة نصف نامية، يرتدي دوما بذلة كاملة مع ربطة العنق الببيونة، ونظارات طبية أنيقة، والأهم أنه مستقل ماديا.
ليس ثريا كوالدها، لكنه يملك عدة مشاريع لا بأس بها، وشقة في أحد الأحياء الراقية في الخرطوم، كما أنه يؤسس لشركته الخاصة .
ناپیژندل شوی مخ