ازدردت ما كنت أمضغه ثم تجشأت، ورميت عظم الفخذ بعيدا.
نظرت حولي في خمول، لم يكن في الصالة سوى بقعة كبيرة من الدم تشربها السجاد ، وعظام متناثرة.
هذه المرة كانت الرائحة محببة، لم تعد كريهة إلى هذه الدرجة!
عندما رن جرس الباب، لم أكن خائفا!
فتحت الباب مواربا، كان «سعيد» يقف هناك، فلما رآني تهللت أساريره وقال شيئا عن الفيزا التي حصل عليها ورغبته في الاحتفال، تراجعت للخلف ببطء وأفسحت الباب ودعوته للدخول، ما إن دلف للداخل حتى رأيت وجهه يتقلص، وضع يده على أنفه وقال شيئا عن الرائحة النتنة، قال شيئا عن رائحة قفص الأسود في حديقة الحيوانات، قال شيئا عن الدماء التي تناثرت على أرضية صالتي، لكنه لما رأى الكفن والجمجمة منزوعة اللحم ملقية في الصالة، والدماء التي تناثرت على وجهي وملابسي لم يقل شيئا، تصلب في مكانه وهو يرمقني في بلاهة.
كان «سعيد» غبيا يا حضرة المحقق، فلم يستطع فهم الأمر بالسرعة الكافية.
هذا من سوء حظه بالطبع.
وكما قلت لك من قبل كان رجلا سعيدا جدا.
سعيدا إلى درجة تثير غبينتك وغيظك!
تفوته الحافلة فيبتسم، تتركه زوجته وتهرب مع عشيقها فيبتسم، يشتمه مديره في العمل فيبتسم.
ناپیژندل شوی مخ