ثم تذكرت شيئا مهما، أنا لست مطالبا بتبرير نفسي لشخص قابلته منذ نصف ساعة!
سألته في نفاد صبر: «حسن هات ما عندك، أنا هنا الآن.»
أشار إلى مقعد إسمنتي مجاور، فجلسنا، سألني بفضول وهو يمد لي علبة من العصير: «هل تؤمن بالقدر؟» - «ماذا تعني؟» - «أقصد الحتمية القدرية، مفهوم التسيير وأن لا حيلة لنا في أقدارنا، فكل شيء مكتوب ومسطر مسبقا في لوح محفوظ.»
قلت في ملل وأنا أرشف العصير: «بالتأكيد أؤمن به هذا قرآن، هل أنت ملحد لا سمح الله!»
قال ضاحكا: «معاذ الله، ليس الأمر كما تظن.»
وصمت للحظة، ثم أضاف متفكرا: «ماذا تعرف عن نظرية الفوضى؟» - «أعرف أنها نظرية حديثة في طباعة المال، والقضاء على التضخم بالمزيد من التضخم.» - «تقصد بروتوكول طباعة العملة بنظام «رب رب رب»؟» - «أليست هي؟» - «لا، تلك نظرية اقتصادية عبقرية أخرى، ليس هذا مجال ذكرها.»
قلت له في سأم وأنا أهشم علبة العصير في يدي وأتأهب لرميها في حاوية القمامة البعيدة على طريقة لاعبو كرة السلة الأمريكان : «حسن، إن لم تكن هي نظرية المانجو كعلاج للفيروسات التاجية، فأنا لا أعرف عنها شيئا، لكن ما أعرفه أنني لم آت إلى هنا لأستمتع بهذا النقاش العميق مع شخص يحب استعراض عضلات ثقافته، ما الذي تحاول قوله؟»
نظر لي في هدوء: «أرجوك لا ترمها.» - «لم أفهم!» - «علبة العصير في يدك، أرجوك لا ترمها.»
نظرت له في غيظ.
هذا الأخ غريب الأطوار، ولديه مشكلة حقيقية في التعامل مع البشر، هل يختبر سعة صدري وطول بالي، أم هو مجرد أحمق آخر؟
ناپیژندل شوی مخ