178

قيل: ان ذا القرنين هو أبو كرب شمر بن عمير بن أفريقش الحميري وهو الذي بلغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها وهو الذي افتخر به الشعراء من حمير، ثم قال أبو الريحان: ويشبه ان يكون هذا القول أقرب، لان الأذواء كانوا من اليمن وهم الذين لا تخلو أساميهم من ذي، كذي المنار وذي قواس وذي النون.

والثالث - انه كان عبدا صالحا ملكه الله الأرض وأعطاه العلم والحكمة وألبسه الهيبة، وان كنا لا نعرف من هو؟.

ثم ذكروا في تسميته بذي القرنين وجوها:

الأول - ما روي أن ابن الكواء سأل عليا عليه السلام عن ذي القرنين وقال:

أملك هو أو نبي؟ قال: لا ملكا ولا نبيا، كان عبدا صالحا ضرب على قرنه الأيمن فمات، ثم بعثه الله تعالى فضرب على قرنه الأيسر فمات، فبعثه الله فسمي ذا القرنين وفيكم مثله.

الثاني - سمي بذي القرنين لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس.

الثالث - قيل: كان صفحة رأسه من نحاس.

الرابع - كان على رأسه ما يشبه القرنين.

الخامس - كان لتاجه قرنان.

السادس - عن النبي صلى الله عليه وآله: انه سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا شرقها وغربها.

السابع - كان له قرنان - أي ظفيرتان -.

الثامن - ان الله تعالى سخر له النور والظلمة فإذا سرى يهديه النور من امامه وتمتد الظلمة من ورائه.

التاسع - يجوز ان يلقب بذلك لشجاعته، كما يسمى الشجاع بالقرن لأنه يقطع أقرانه العاشر - انه رأى في المنام: كأنه صعد الفلك وتعلق بطرفي الشمس وقرنيها، - أي جانبيها - فسمي لهذا السبب بذي القرنين.

الحادي عشر - سمي بذلك لأنه دخل النور والظلمة.

مخ ۱۷۹