په عقیدو کتابونو کې لوستل

حسن فرحان المالکي d. 1450 AH
222

په عقیدو کتابونو کې لوستل

قراءة في كتب العقائد

الحنابلة والسياسة!!

سبق أن كررت حتى مللت أن كلامي ينصب على الغلاة منا نحن الحنابلة ولا أدعي التعميم أقول هذا صادقا بل لا أعتبر نفسي إلا حنبليا بحكم النشأة والتعليم والبيت والتلقي والطريقة في الاستدلال لكن هذا كله لا يمنع نقد الغلو أينما كان.

ونحن الحنابلة فينا منصفون معتدلون دعاة للكتاب والسنة وهؤلاء كثر والحمد لله، لكن الصوت العالي الغالي أبعد صدى وأقوى أثرا كما يقول الشيخ جمال الدين القاسمي فيظن الظان أننا كلنا غلاة وهذا غير صحيح.

لا بد أن نعترف أن فينا غلاة، والاعتراف بداية الحل، فالغلو قد أنكره النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) على بعض أصحابه عندما عزم بعضهم أن يصوم فلا يفطر أو لا يتزوج النساء أو يقوم كل الليل ولسنا أفضل من الصحابة.

بل كل طائفة من طوائف المسلمين فيها معتدلون وفيها مغالون، وعندما ننقد الحنابلة إنما نقصد غلاتهم لا معتدليهم، فنحن نزعم أننا من هؤلاء المعتدلين، وإن لم يستوعب غلاتهم أن ننتمي إليهم وننقدهم، فليتذكروا أن المؤمن الحق ينقد نفسه، والانتساب للنفس أولى وأبلغ من الانتساب للمذهب مع أنه لا يجوز الانتساب المطلق إلا للإسلام أما الإنتساب النسبي فيجوز أن تقول أنا شافعي أو حنبلي مثلما تنتسب لجامعة معينة أو مدرسة معينة فيجب التفريق بين انتساب الجاهل وانتساب العاقل فالجاهل يرى أن مدرسته وقبيلته وأسرته هي الخير المطلق الذي لايشوبه شر والحق الذي لايجوز عليه الخطأ والكمال الذي لا يلحقه النقص!! فهؤلاء الجهلة لا يعقلون النقد الذاتي لا للنفس ولا للمدرسة، ولا المذهب ولا القبيلة.

مخ ۲۲۸