345

============================================================

القالون- واختلف في لزوم الكراء، لمن خزن ما لا يجوز، وزاد على القوت، من طالب أو عامي، وتحديدهم بالعشرين عاما أخذا بالمظنة، والعلة هي الريبة وخوف الفتنة، وذلك قد يكون بعد المشرين، وقد ينتفي دونها. وقال بعضهم الأولى أن لا يسكن المدرسة وسيم الوجه، ولا صبي ليس معه ولي فطن، وأن لا يسكنها النساء، في أمكنة ترى الرجال على أبوابها، أو لها كوى تشرف منها على ساحة المدرسة" انتهى.

195 وهذه إطلاقات، فوسيم الوجه إن (كان أمرد، فالواجب تجنبه، وإلا فتحجير خرج والصبي تبقى فيه فتنة النظر1، وإن كان معه ولي، فلابد من نظر الحاكم باجتهاد، وقد يقال إن بيوت المدرسة كالديار، فكما لا يظرد جار عن جاره، ممتا يخشى من الفتئة، كذلك ها هنا2، وقد يفرق بوجود الاتساع في الديار ووجود الوزعة3، بخلاف المدرسة. ولأن المدرسة ملحوظ فيها غرض الواقف، ومعلوم أنه لا يحب إلا المصلحة، ولأن غالب سكان المدرسة الأعراب، وهم محل الفتنة غالبا، فتراعى فيهم المظنة، ويحتاط لأجلها.

ولا بجوز لمن انقطع عن العلم، وحضور مجالسه، وتجرد للعبادة، سكنى المدرسة، إذ لم تحبس لذلك، وإنما حبست لطلب العلم، مع عبادة لا تشغل عنه، كما أن العكس كذلك، وهو أن الرباط لا يسكنه المشتغل بدرس العلم، وانما هو للمريدين، إلا أن يكون ذلك في التحبيس، ولو وقف وقف على الغرباء فقط ولم يوجدوا دفع لغيرهم، ويتخرح على هذا الفرع ما يشبهه، كأن يوقف على جنس ولم يوجد.

الثالث: أن يحترم أهل المدرسة، فيعرف لهم حقهم، ويسعى في جبر خواطرهم ما امكن، ويشكر محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، ويتحرز عن إذايتهم، بفعل أو قول، 1- ورد في ج: الناظرين 2 ورد في ج: هنا.

3- الوزعة: جمع الوازع: أعوان الولاة المانعون من محارم الله تعالى.

مخ ۴۴۷