============================================================
القانون وأما الخبر فهو ما له نسبة في الخارج بدونه، فإن طابقها إثباتا ونفيا فهو صدق، والا فكذب، ولا واسطة بينهما عندنا وهو إما متواتر: وهو خبر جمع من الناس يمتنع عادة تواطؤهم على الكذب في أمر محسوس، وينيد العلم الضروري كما مر على الصحيح، واما مستفيض: وهو الشائع دون الأول، واما آحاد: وهو ما سوى ذلك، ولا يفيدان القطع بذاتهما، لكن بمعونة القرائن، والعمل بهما في الأحكام الفرعية متعين.
(حقيقة النظر) وأما النظر فهو المقصود بالذات من هذا الفصل، وقد عرفوه بتعريفات، وإنما يتضح معناه بأن تعلم أن للنفس تشوفا الى المعقولات، كما للعين تشوف إلى المرثآيات، فإذا وقعت النفس على معنى، فإن انكشف لها ضرورة، أو ثبت حكمه ضرورة، لكونه وجدانيا أو تجريبيا، أو تحو ذلك مما مر في الضروريات، استقلت بتحصيله ولم تحتج إلى محصل، وان لم يكن من ذلك، احتاجت إلى محصل له، إما كاشف له وبه يحصل التصور، وإمسا مثيت له ليحصل اليقين به، أو الظن وبه يحصل التصديق.
فقد علمت أن للنفس أولا حركة إلى المطلوب، [في]2 التصوري أو التصديقي، يقع بها الشعور به من وجه، إذ لو لم تشعر به أصلا ما طلبته. وثاثيا حركة إلى ما يحصله ويكمل الشعور، وليس كل شيء يقع به التحصيل، بل لابد على مذهب أرباب التعاليم3 وهو المستعمل، أن تبحث النفس حتى تقع على ما يناسب بخصوصه.
1- ورد في ج: تواطيهم.
3 سقطت من د وج: 3- هم الحكماء السبعة: طاليس، أنكساغورس، أنكسيمانس، أبنادقليس، فيثاغورس، سقراط وأفلاطون. راحع آراءهم وحكمهم في كتاب الملل والنحل: 315.
مخ ۱۳۶