============================================================
القانون مر آن منهومين لا يشبعان، طالب علم وطالب دنيا، والمرء لا يستطيع القيام بهما في آن واحد، فهما بحران من غرق في أحدهما، لم يصل إلى الآخر.
ومنها الاشتغال بالدنيا وتحصيلها لقصد الاستعانة على طلب العلم، فلا يحصسل من المال قدرا ينتفع به، حتى يفوت الطلب بموت أو هرم، أو مرض أو قساوة قلب، وچمود فكر وجمود قريحة، او إلف للفلوس، فلا يقدر على الطلب بلا هي، والواجب على المرء إذا رزق رغبة في العلم، وقريحة فيه، أن يبادر إلى معانقته على ما كايت عليه1 حاله، والاعتماد على الله تعالى في الإعانة، وتيسير ما يحتاج إليه.
فان لكسل عاصفة سكون اذا هبت رباحك فاغتسها فسلا تدر الفصيل لمن يكون وان درت نياقك فاحتلبها ومنها الأولاد والزوجات، والآباء والأمهات، وقد قال تعالى: إن من أزواجكم وأولادكم عدؤا لكم فاخذروهم2. ومنها الكسل والفتور والبطالة، وغير ذلك مما تقدم تحذير المتعلم منه في آدابه.
وقالوا: قالت مسائل سحنون لقارئها* بالدرس يدرك منا3 كل ما استترا ان يدرك العلم بطال ولا كسل* ولا ملسول ولا من يألف البشرا وتقدم كل هذا، ومنها التغالي في التحصيل، والتشدد المفرط في الطلب، فإنه من أسباب الانقطاع.
ورد في ج: ما كتب عليه.
2- التغابن: 14.
3- ورد في ج: من
مخ ۴۲۵